السؤال
في الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ.
سؤالي محرج نوعا ما، المهم أنا متزوجة منذ 11 سنة، ولدي طفلان، والثالث في بطني. مشكلتي مع زوجي أنه إنسان غير ملتزم، يصلي ويترك، ومتعلق جدا بالإنترنت.
من عادتي حين أنام أن أعطي لزوجي ظهري؛ لأنني بصراحة لا أحتمل رائحة نفسه، فأصبحت لي عادة. ولكن زوجي أصبح يغتنم الفرصة ليلتصق بي، ويمارس الجنس معي من خلف، دون أن يولج طبعا، يعني سطحي. وهذا الأمر يزعجني كثيرا، وصارحته عدة مرات، ولكن البارحة صارحني، وقال لي إنه مقتنع ومتأكد ومتيقن، أني أحب هذا الشيء، وأريده. وأنا أقسم أني أتقزز من هذا الفعل، وأعلم أنه حرام. حصلت مشادات بيننا، وأصبح ينام في الصالون، وقد فعلها سابقا عندما أبعدته عني، وهجرني لمدة 6 أشهر، والله احترت فيما أفعل، فزوجي حاد الطباع، لا يقبل التفاهم والنقاش، ومتأكد من أني مريضة، وأستمتع بهذا الفعل، لكني لا أعترف.
فما رأيكم جزاكم الله خيرا؟
والله أشعر أني سأختنق من هذه المشكلة.
أنتظر ردكم بفارغ الصبر. وشكرا جزيلا مسبقا، وأعانكم الله، وآسفة على جرأتي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمتاع بالكيفية المذكورة، جائز، غير محرم، ما دام لا يحصل إيلاج في الدبر.
قال الإمام الشافعي -رحمه الله- في كتاب الأم: فَأَمَّا التَّلَذُّذُ بِغَيْرِ إبْلَاغِ الْفَرْجِ بَيْنَ الْأَلْيَتَيْنِ، وَجَمِيعِ الْجَسَدِ، فَلَا بَأْسَ بِهِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. اهـ.
وجاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: فيجوز التمتع بظاهره -الدبر- أي ولو بوضع الذكر عليه، والمراد بظاهره فمه من خارج، وما ذكره الشارح من جواز التمتع بظاهر الدبر، هو الذي ذكره البرزلي قائلا: ووجهه عندي أنه كسائر جسد المرأة وجميعه مباح، إذ لم يرد ما يخص بعضه عن بعض، بخلاف باطنه. اهـ.
وقال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ولا بأس بالتلذذ بها بين الأليتين من غير إيلاج؛ لأن السنة إنما وردت بتحريم الدبر، فهو مخصوص بذلك، ولأنه حرم لأجل الأذى، وذلك مخصوص بالدبر، فاختص التحريم به. اهـ.
لكن يكره هذا الفعل إذا خشي أن يؤدي إلى الوطء في الدبر.
قال المرداوي -رحمه الله-: وذكر ابن الجوزي في كتاب السر المصون: أن العلماء كرهوا الوطء بين الأليتين؛ لأنه يدعو إلى الدبر. الإنصاف.
والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك ولا تتشاجري معه، ما دام لا يقع في الإيلاج المحرم، والأهم من ذلك أن تجتهدي في نصيحته، وإعانته على المحافظة على الصلاة، فالصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله ولا حظ في الإسلام لمن تركها، ويمكنك الاستعانة ببعض الأقارب أو غيرهم من الصالحين، وكذلك بإهداء بعض الأشرطة أو الكتب، أو التوجيه للمواعظ، أو البرامج التي تبث على القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، ولمعرفة بعض الأمور التي تعين على المحافظة على الصلاة، راجعي الفتوى رقم: 3830
والله أعلم.