السؤال
ما حكم شخص شك في فعل ما هل هو كفر أم ليس بكفر، فتاب إلى الله بنيتين:
الأولى: أن فعله معصية، وهو الاحتمال اﻷحب إليه.
الثاني: أن فعله كفر ـ والعياذ بالله ـ فتاب وتشهد بنية الدخول في الإسلام واغتسل؟ وهل يعتبر هذا الشخص بالتوبة بنيتين مسلما أم كافرا قبل أن يتبين فعله؟ مع العلم أنه لم يشك في إرادته البقاء في الإسلام، بل أراد اﻹسلام بالحالتين، ولكنه شك في فعل ما.
السؤال الثاني: إذا تبين له بعد ذلك أن فعله كفر، فهل يحتاج إلى تجديد اﻹسلام مرة أخرى؟ أم يكتفي بالتوبة اﻷولى بالرغم من أن التوبة اﻷولى كانت باحتمالين؟ وإن كان الجواب بنعم، فمعنى ذلك أنه قبل أن يتبين حكم فعله كان مرتدا حتى بعد توبته بنيتين.
الثالث: إذا تبين أن فعله كان معصية، فماذا يفعل؟ وهل يحتاج إلى توبة جديد؟ أم يكتفي بالأولى؟ وماذا يفعل ﻷنه تاب باحتمالين ثم تبين له أن فعله كان معصية وليس كفرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه التوبة تكفي هذا الشخص ـ إن شاء الله تعالى ـ إن كانت استوفت شروط التوبة، كما في الفتوى رقم: 94873
ولا يحتاج لتجديد الإسلام لو علم أنه صدر منه الكفر، ولا لتوبة أخرى إذا تبين أنه معصية، ولكن الإكثار من الاستغفار والتوبة على سبيل العموم أمر مشروع، فقد قال الله تعالى: إنَّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين {البقرة: 122}.
ويقول تعالى: فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإنَّ الله يتوب عليه إنَّ الله غفور رحيم {المائدة: 39}.
وقال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. {الأنعام: 54}.
وقال تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً {النساء:110}.
وقال: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة:39}.
وراجع الفتوى رقم: 121629، للاطلاع على كلام أهل العلم في مسألة هل يكفر من فعل ما يشك أنه كفر أو معصية فكان كفرا.
والله أعلم.