السؤال
لقد بينتم في موقعكم، أن آيات الشفاء في الكتاب الكريم، ست، كما يلي:
1- قوله تعالى: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين). [التوبة: 14].
2- قوله تعالى: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدًى ورحمة للمؤمنين). [يونس: 57].
3- قوله تعالى: (ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذُللا يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون). [النحل: 69].
4- قوله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلاّ خساراً). [الإسراء: 82].
5- قوله تعالى: (والذي هو يطعمني ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين). [الشعراء: 80].
6- قوله تعالى: (ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجميٌ وعربي، قل هو للذين آمنوا هُدى وشفاء، والذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمىٌ، أولئك ينادون من مكان بعيد). [فصلت: 44].
فهل معنى هذا أن من قرأها شفي من أي مرض به، أم هناك معنى آخر لقولكم آيات الشفاء؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالقرآن الكريم فيه شفاء من الأدواء العضوية، والنفسية، كما قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء:82} ، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {يونس:57}.
وقال العلامة ابن سعدي: فالشفاء الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب من الشبهة، والجهالة، والآراء الفاسدة، والانحراف السيئ، والقصود الرديئة، فإنه مشتمل على العلم اليقين، الذي تزول به كل شبهة وجهالة، والوعظ والتذكير الذي تزول به كل شهوة تخالف أمر الله، ولشفاء الأبدان من آلامها. اهـ من تسير الكريم الرحمن.
وقال تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ {فصلت:44}.
قال العلامة ابن سعدي: أي يهديهم لطريق الرشد، والصراط المستقيم، ويعلمهم من العلوم النافعة ما تحصل به الهداية التامة، وشفاء لهم من الأسقام البدنية، والأسقام القلبية. اهـ من تيسير الكريم الرحمن.
وأما هذه الآيات المذكورة في السؤال، فقد ذكرنا في بعض الفتاوى السابقة نقلا عن السبكي أنها مجربة، وذكرنا رؤيا القشيري في شأنها، وراجعي الفتوى رقم: 64489.
والله أعلم.