السؤال
أنا وصديقي التزمنا معًا، وبعد فترة بُهت من بعض الناس في رجولته؛ فتغير للأسوأ، فأصبح انعزاليًّا، ومكشّر الوجه، مع محافظته على الصلاة في الجماعة، وأصبح يسيء الظن بكل كلمة تقال له، ويربطها بالاتهام الذي بهت به؛ فينقلب وجهه، ويقول كلامًا يؤذيني فيه، مع حرصي على نصيحته دائمًا، وتنفيس كربه، ولكن ضاق صدري منه في الآونة الأخيرة؛ لتصرفاته التي تؤذيني، وهذا يفعله مع كل الناس إلا مع أهله، وليس معي فقط، فهل آثم على تركي له؟ مع أني أسلم عليه من بعيد دون الجلوس معه، كما كنا من قبل، وما نصيحتكم لي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولًا أنه لا يلحقك إثم إذا اقتصرت على السلام على هذا الشخص، دون التوسع في الحديث إليه، كما كنت تفعل، وقد صرح العلماء بجواز هجر من تؤذي مخالطته، فأولى إذا لم تهجره، بل كنت تسلم عليه إذا لقيته، وانظر الفتوى رقم: 61571.
ولكن نصيحتنا لك هي أن تحتمل هذا الشخص حسبة لله تعالى، وتجتهد في نصيحته بذكر النصوص الدالة على خلاف ما يفعل، فتبين له خطورة سوء الظن، وقبح العبوس، وحسن تلقي المسلمين بالبِشْر، والتبسم في وجوههم، ونحو ذلك من الأمور، وتجتهد في بعث الأمل في قلبه، وحمله على ضد ما يتعمده من سلوك، وأنت مأجور على ذلك -إن شاء الله-.
والله أعلم.