السؤال
هل الخشوع في الصلاة درجات؟ فأنا عندما أقرأ سورة الفاتحة وأقول مثلًا: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم ـ يكون هناك فرق بين أن أعي ما أقول وأفهم القول فقط دون أي إحساس، وبين أن أستحضر في كل كلمة المعنى الحقيقي: بأن أحمد رب هذا الكون العظيم، وأنه أرحم الرحمين، وغير ذلك من المفاهيم، وهل المقصود في الأحاديث أن الصلاة المقبولة هي ما عقلنا منها؟ فالخشوع الأول بأن أعي فقط، والخشوع الثاني بأن أستحضر معنى كل كلمة -جزاكم الله خيرًا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن خشوع الناس يتفاوت في الصلاة، فمنهم من يتم خشوعه بحيث يستحضر عظمة ربه تعالى، ويتفكر في معاني ما يأتي به من التلاوة والذكر؛ فتشرق معانيها وأنوارها على قلبه، وينتفع بها الانتفاع العظيم، ومنهم من يكون حضوره وتدبره وتفكره دون ذلك، وهم في هذا الحضور وذلك الخشوع مراتب، لا يحيط بها إلا الله تعالى، وأجورهم على قدر خشوعهم وحضورهم في الصلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها. رواه أحمد، وأبو داود من حديث عمار -رضي الله عنه-.
وقد بينا في فتاوى كثيرة بعض الأسباب المعينة على تحصيل الخشوع في الصلاة، ولتنظر الفتاوى التالية أرقامها: 124712، 138547، 141043.
وللفائدة تنظر الفتوى رقم: 136409.
والله أعلم.