السؤال
توفي أبي بعد معاناة مع المرض لمدة ثلاث سنوات، حيث كان يعاني من مرض سرطان البروستاتا، والذى انتشر في جسده، وكان يتألم ألمًا شديدًا جدًّا ومتواصلًا، واشتد عليه المرض، ومكث في المستشفى أسبوعين في العناية المركزة في غيبوبة حتى توفاه الله. فهل يعتبر مبطونًا ويحسب من الشهداء بسبب مرضه أم لا؟ وهل يقيه الله من عذاب القبر؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يرحم أباك، وأن يرزقه منازل الشهداء، وأن يشفع فيه مرضه.
وأما بخصوص كونه شهيدًا: فمن أهل العلم من يعد مريض السرطان شهيدًا؛ سئل الشيخ/ محمد بن محمد المختار الشنقيطي في شرحه لزاد المستقنع:
السؤال: هل من يموت بمرض البطن يعتبر شهيدًا من شهداء أمة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-؟ كذلك مرض السرطان -عافانا الله وإياكم-؟
الجواب: ... وأما بالنسبة لشهادة البطن فتكون بالأمراض التي تصيب الإنسان سواءً كانت -أعاذنا الله وإياكم- من مرض السرطان أو كانت بالقرحة أو غير ذلك من الأمراض، حتى ذكر بعض العلماء أنه لو ابتلع شيئًا وهو لا يعرف أن فيه الضرر ثم تسمم جوفه، أو شيئًا من الحديد وهو لا يدري، فقطع جوفه، ومات بسبب ذلك؛ أنه يعتبر مبطونًا. انتهى.
وقد ذكرتِ أن المرض انتشر في الجسم، فإذا أصاب شيئًا من البطن، فمات به؛ فهو شهيد مبطون -إن شاء الله-؛ كما بيّنّا بالفتوى رقم: 145521.
ونرجو له أن يجار من عذاب القبر؛ كما بيّنّا في الفتوى رقم: 5278.
والله أعلم.