السؤال
ابنتي تبلغ من العمر تسع سنوات، الحمد لله اعتادت على الصلاة ولأمها فضل بعد الله في ذلك، و لكنها تتعقب أمها في أيام عذر أمها الشهري وتلاحظ أنها لا تصلي أمامها، وجدتها تبكي ذات يوم فلما سألتها وألححت عليها قالت: إن أمي لا تصلي وتكذب علي، السؤال: كيف نجيب على ابنتنا عن عدم صلاة أمها أمامها في هذه الأيام؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يحفظ ابنتكم، وأن تنشأ في طاعة الله.
ثم ما الحرج لو أجبتم البنت عن سبب عدم صلاة أمها في بعض الحالات، وما المانع من تعليمها أحكام النساء الخاصة بهن بصورة مبسطة تفهمها وتستوعبها، فبنت التسع سنوات قد تحيض، قال ابن قدامة في المغني: وأقل سن تحيض له المرأة تسع سنين. انتهى.
فقد تحيض في هذا الوقت؛ فالواجب أن تُفهم هذا الحكم؛ قال النووي ـ رحمه الله ـ في المجموع: قال الشافعي والأصحاب رحمهم الله: على الآباء والأمهات تعليم أولادهم الصغار ما سيتعين عليهم بعد البلوغ، فيعلمه الولي الطهارة والصلاة والصوم ونحوها، ويعرفه تحريم الزنا واللواط والسرقة وشرب المسكر والكذب والغيبة وشبهها، ويعرفه أن بالبلوغ يدخل في التكليف ويعرفه ما يبلغ به. انتهى.
ويمكن أن يُقال لها: إن من رحمة الله أنه جعل للمرأة فترة لا تصلي ولا تصوم فيها، وذلك لضعف بدنها فخفف الله عنها، ومنعها من الصوم والصلاة في هذه الحال، ولكن لها أن تدعو الله وتذكره ـ دون ذكر تفاصيل أكثر من ذلك ـ؛ قال البجيرمي في حاشيته على الخطيب ـ في علة منع الحائض من الصوم ـ: والصحيح أنه أمر معقول المعنى، وذلك لأن الحيض يضعف البدن، والصوم يضعفه، واجتماع مضعفين يُضر ضررًا شديدًا، والشارع ناظر لحفظ الأبدان. انتهى.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 35701.
ولتحذروا تماما من الكذب عليها؛ فالكذب محرم، واحذروا أيضا من التعريض الذي قد تفهم البنت منه الكذب؛ فإن البنت في هذا السن قد لا تفهم الفرق بين التعريض والكذب.
ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا في طريقة بيان ذلك للبنت.
والله أعلم.