السؤال
أدري أن سؤالي غريب عجيب، وما سأسرده أشبه بالروايات والمسلسلات، ولكني لا أجد سواكم للمشورة، فأرجو إفادتي وجزاكم الله عني خيرا.
قصة تعود جذورها لقرابة الثمانين سنة، سأسردها بدون تفصيل كبير فليغفر لي الله، علما بأني سأحذف تفاصيل تربطني بالقصة، فللأسف الأقدار تدور وتتقلب مما جعلني حلقة وصل لهذه القصة التعيسة، حلقة وصل إعادة إحياء ما دفن منذ أعوام طويلة، علمت من قريبتي العجوز بأن والدها المرحوم (توفي منذ قرابة الـ 35 سنة أو يزيد عن عمر ناهز الـ 100عام) قام بالاعتداء على امرأة أيضا توفيت منذ قرابة الـ 30 سنة، هذه المرأة كان لها ثلاث بنات تركها زوجها قرابة عام وسافر ليؤدي فريضة الحج، وهي حملت في غيابه (نتيجة للاعتداء والله تعالى أعلم) ووضعت حملها وأنجبت صبيا، وبعد أن عاد زوجها ظن أنها حملت قبيل سفره، وبعد عودته بمدة قصيرة استشهد في محاربة الإنجليز في فلسطين، رحمة الله وبركاته عليه، هذا الرجل (زوج المرأة المعتدى عليها) كان ذا مال وأطيان وأراض وزروع، أنتم تعلمون ماهية الواقع في فلسطين الداخل حيث أنه أثناء حرب 1948 تم مصادرة والاعتداء على معظم الأراضي بالداخل المحتل، فصودر ما صودر من أراضي هذا الابن المنسوب لزوج المرأة المعتدى عليها (كان طفلا آنذاك) وضاعت أموال كثيرة وضاعت الأنعام التي كانت بالمئات، ولكن تبقى لإرثه كمية كبيرة من الأراضي (وهي حالة نادرة جدا جدا جدا في فلسطين الداخل حيث الناس لا تجد أين تقطن من شدة المصادرة والتضييق على الأهل بالداخل المحتل) وفوق ما تبقى له قام بالاستيلاء على حصص أخواته الثلاث وحرمهن من ميراث والدهن الشرعي تبعا للأعراف بأن لا ترث البنات أرضا حتى لا يأخذها الصهر الغريب! هذا الابن شارف على أبواب الثمانين عاما ولا أحد يعلم الحقيقة سوى قريبتي، وربما أناس آخرون تكتموا أيضا على الموضوع، أنا لا أشك بحديثها حيث أنني قبل أن أعلم الحقيقة راودني الشك لسنوات طويلة ولدي أسباب قوية لذلك، حيث أن القصة أكثر تعقيدا من حيث الأنساب وصلتي الشخصية بالموضوع.
اليوم عدا عن شهادات الذين تبقوا في الحياة ممن يعلمون القصة وإحداثياتها يمكن عمل فحص دي إن إيه يثبت أو ينفي صحة الموضوع، لكن هذا ربما يتطلب نبش القبور والعياذ بالله وليس عندي أدنى شك بأنني إذا تكلمت سيقوم الورثة الشرعيون ويطالبون بالدي إن إيه رغم أن ذلك يستدعي نبش القبور حيث أن قيمة التركة من أراض تعادل ملايين الدولارات، أنا لا أدري أأكتم ما علمت أم أحدث به حتى تعود الحقوق لأصحابها ويأخذ كل ذي حق حقه؟ أنا لم أحدث أحدا بالموضوع فأنا أشعر أنه رغم العبء الشديد الذي يثقل كاهلي مذ علمت إلا أن حديثي بالموضوع هو أشبه بنبش القبور وهتك عرض امرأة سترها التراب، أنا أشعر بأن ستر المرأة المرحومة أولى وأهم من الدنيا ومالها الفاني.
أرجو إفادتي فالموضوع يؤرقني جدا خاصة أن زوجي من المستحقين حيث أنه حفيد إحدى الأخوات الثلاث، ولكن رغم ذلك أنا أميل إلى التستر على الموضوع، ما رأيكم؟ أفيدوني، وما رأي الشرع بهذه الحالة؟.