السؤال
هل يجب على الأب إرغام ابنته ذات السنوات الخمس على قراءة أذكار الصباح والمساء الطويلة مثل قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ـ مائة مرة، خاصة وأن البنت تمل من ذلك حتى إنها أصبحت تكذب وتقول إنها أتمتها كلها وهي لم تقلها إلا عشر مرات، أو 15مرة، والأب يغضب عليها ويصرخ، ويجبر الأم على ترك كل الأعمال لمراقبة البنت وهي تذكر للتأكد من إتمام المائة، علماً بأن هذه الطريقة تزعج الأم، وتخشى أن تنفر ابنتها من الأذكار في المستقبل، مع أن الأم تقرأ كل صباح مع ابنتها آية الكرسي والمعوذات ثلاث مرات، والبنت تحب ذلك؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبنت ذات السنوات الخمس غير مأمورة بالصلاة أصلا فضلا عن أن تؤمر بما عداها من الأذكار ونحوها، وهذا الوالد الظاهر أنه يريد الخير، وأن تنشأ ابنته على طاعة الله تعالى، ولكنه أخطأ الطريق، وفعل ما يدخل في باب الغلو والتنطع، والذي ينبغي له أن يترك ابنته على سجيتها في هذه السن، ولا يكلفها شيئا من العبادات، لكونها غير مميزة، وإن حفظها قصار السور وبعض الأحاديث الخفيفة فحسن، ثم إذا أتمت سبع سنين أمرها بالصلاة بلين ورفق حتى تعتادها وتألفها، ويعلمها في هذه السن ما تطيقه من الأذكار، وتقدر على فعله من غير مشقة عليها، ويأخذها بالتدريج شيئا فشيئا حتى تعتاد الخير وتألفه، ولا يكلفها ما قد ينفرها من الطاعة، وإنما يرغبها في فعل ما رغب الله فيه من المستحبات كالذكر المشار إليه من غير عقوبة على تركه، ويجتهد في الدعاء لها بأن يصلحها الله وينبتها النبات الحسن.
والله أعلم.