السؤال
منذ فترة وأنا أذهب إلى المسجد لأداء الفرائض الخمس، ثم وجدت أصحاب المسجد يعاملونني معاملة سيئة، وينظرون إلي باحتقار،
ويقيمون الصلاة متعمدين وأنا أصلي السنة، ثم ذهبت إلى مسجد آخر بعيدا عن مسكني فوجدت أنهم أوصوا أصحاب المسجد الآخر، فهل في هذه الحالة أصلي في بيتي ابتعادا عن إيذائهم لي -خصوصا وأني مشغول بدراستي في الثانوية-؟ مع العلم أني ذهبت للمسجد البعيد والقريب.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا ينبغي لك أخي السائل ترك الصلاة في المسجد لمجرد ما ذكرته في السؤال، لا سيما وأن كثيرًا من العلماء يرى وجوب الجماعة في المسجد، وحتى على القول باستحبابها: فإن ترك الصلاة في المسجد يفوت عليك أجورًا كثيرة، كأجر الخُطَى إليه، وأجر انتظار الصلاة، وأجر الانصراف منه، وغير ذلك من الأجور المترتبة على حضور الجماعة في المسجد، وكل واحدة منها تكفي لأن تحملك على الصبر على أذى أهل المسجد.
فالذي نوصيك به أخي السائل: هو المحافظة عليها في المسجد مع الصبر على ما تلقاه من جفاء أهله، وتذكر قول النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ. رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه.
واحرص على التلطف معهم، ومعاملتهم بالحسنى، فإن هذا أدعى لأن يعاملوك بمثلها، ويغيروا نظرتهم إليك، ولا بأس بأن تسألهم عن سبب جفوتهم، فربما أزلت شبهة عندهم نحوك أو سوء ظن، وأكثر من الاستغفار، فقد يكون جفاؤهم بسبب ذنب ارتكبته، وقد قال المناوي في شرح الحديث السابق: واعلم أن الله لم يسلطهم عليك إلا لذنب صدر منك، فاستغفر الله من ذنبك، واعلم أن ذلك عقوبة منه تعالى، وكن فيما بينهم سميعا لحقهم، أصم عن باطلهم، نطوقا بمحاسنهم، صموتا عن مساوئهم. اهـ.
والله تعالى أعلم.