السؤال
هل قولي في التحيات: أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ـ صحيح؟ لأنني أسمع البعض يقول أشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فمنذ صغري قد حفظت في المدرسة: التحيات لله، الصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ـ واليوم عندما قرأت عن التحيات علمت بأنني كنت أنقص حرف الواو بعد التحيات لله، فهل نقصي لحرف الواو يبطل صلاتي؟ وما حكم صلواتي الماضية وأنا أنقص منها حرف الواو؟ أرجوكم لا تحيلوني إلى فتاوى أخرى، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فننبه أولا إلى أن (محمدا) في قول: وأشهد أن محمدا رسول الله ـ يجب أن تكون منصوبة لتقدم الحرف الناسخ عليها، وفي خصوص موضوع سؤالك: فتشهدك الذي ذكرته صحيح، وصلاتك صحيحة، ومن المعلوم أن تشهد الصلاة له أكثر من صيغة واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها صيغة فيها: وأن محمدا رسول الله، بدل عبده ورسوله، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، فَكَانَ يَقُولُ التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. اهـ.
وجاء لفظ التشهد أيضا بصيغة ليس فيها الواو بعد التحيات، كما في حديث أبي موسى الأشعري في صحيح مسلم وفيه:... وَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ فَلْيَكُنْ مِنْ أَوَّلِ قَوْلِ أَحَدِكُمْ التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ...
بل لو أسقطت كلمة: الصلوات الطيبات ـ لصح تشهدك, فقد نص الفقهاء على المقدار الواجب من التشهد والذي من أتى به أجزأه التشهد, قال ابن مفلح الحنبلي في المبدع: الْوَاجِبُ خَمْسُ كَلِمَاتٍ، وَهِيَ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، سَلَامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَوْ ـ رَسُولُ اللَّهِ ـ لِأَنَّ هَذَا يَأْتِي عَلَى مَعْنَى الْجَمِيعِ، وَهُوَ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ فِي الرِّوَايَاتِ... اهـ.
ومثله قول النووي في منهاج الطالبين: وَأَقَلُّهُ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، سَلَامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَقِيلَ يَحْذِفُ وَبَرَكَاتُهُ وَالصَّالِحِينَ. انتهى.
ولتتميم الفائدة نحيلك إلى بعض الفتاوى، فانظر مثلا الفتويين رقم: 132165, ورقم: 125642.
والله أعلم.