السؤال
كنت أتجاذب أطراف الحديث مع والدتي، فقلت: "أنا لا أحب الحرم في الزحمة" ويعلم الله عز وجل أنها زلة لسان، ولقد صليت ركعتين واستغفرت الله عز وجل, فهل علي إثم؟ أفيدوني - أفادكم الله عز وجل - فأنا في كرب عظيم، وضيق شديد - جزاكم الله عز وجل عنا خير الجزاء -.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله يغفر بالتوبة والندم والاستغفار كل ذنب - وإن عظم - فلا يبقى عليه من ذلك إثم - إن صدق في توبته - هذا فيما يؤاخَذ عليه الإنسان.
أما الخطأ وعدم القصد فلا يؤاخِذ الله بهما، قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}. وفي الحديث: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه.
والظاهر أنكِ لما قلتِ لوالدتك ذلك لم تقصدي كره نفس الحرم في حال من الأحوال، وإنما عنيتِ كره وجودكِ في الزحام الذي يكون فيه, وهذا لا شيء فيه أصلًا، فإن الإنسان يكره المشقة والضيق بطبعه.
وقد أحسنتِ باستغفارك، وصلاتك ركعتين لما قلتِ، فإنّ استعظامكِ لقولكِ - وإن كان دون قصد - بسبب عظم شأن الحرم عندكِ دليلٌ على ما فيك من خير - إن شاء الله - وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة، وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وقال حذيفة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبه أمرٌ صلّى. رواه أبو داود وأحمد. وحزَبَه: أي نزل به أمر مهمٌّ أو أصابه غمٌّ.
والله أعلم.