السؤال
المسجد الذي أصلي فيه يقوم أهله بعد صلاة الصبح يوميا بأذكار جماعية تسمى حزب الفلاح، ومن بين ما يقولون: يا لطيف يا لطيف 100مرة إلى آخره ـ فهل هذا الذكر بدعة أم لا؟.
المسجد الذي أصلي فيه يقوم أهله بعد صلاة الصبح يوميا بأذكار جماعية تسمى حزب الفلاح، ومن بين ما يقولون: يا لطيف يا لطيف 100مرة إلى آخره ـ فهل هذا الذكر بدعة أم لا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حزب الفلاح الذي يشتغل به أهل مسجدك هو من أوراد الطريقة الشاذلية الصوفية، وهؤلاء عندهم صنوف من البدع ومنها: إشغال الناس بأوراد وهيئات للذكر لم يَشْرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى ما في ذلك من مجانبة السنة، حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت إلا بعد أن أدى الرسالة كاملة غير منقوصة، ولم يعلم طريقًا يقربُنا إلى الله تعالى إلا وقد دلَّنا عليه، وقد كان صلى الله عليه وسلم أعبد الناس لله وأعلمهم بمراضيه، وبالطُّرُق الموصلة إليه، ومع ذلك لم يدلنا على هذه الأوراد والهيئات في الذكر التي اخترعتها هذه الطرق الصوفية.
واعلم أيها السائل الكريم أنه ما ابتدع شخصٌ بدعةً إلا وترك من السُّنة مثلها أو أعظم منها، ولهذا تجد أصحاب هذه الأوراد الصوفية المخترعة من أجهل الناس بالأذكار النبوية التي واظب النبي صلى الله عليه وسلم عليها، فقَلَّ أن يوجد فيهم من يقول إذا أصبح وإذا أمسى: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، أو يقول إذا أصبح: أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَدِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، أو يقول: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ، أو يقول في الصباح والمساء سيد الاستغفار: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، والخلاصة أن هؤلاء المسئول عنهم في تلاوتهم لحزب الفلاح وتكرار: يا لطيف ـ مائة مرة قد وقعوا في البدعة مِن وُجوه:
الأول: اختراعُهم وِرْدًا يذكرون الله تعالى به لم تأتِ به السُّنة النبوية، وقد مرَّ بيان ذلك آنفًا.
الثاني: محافظتهم على ذكر الله تعالى ذكرًا جماعيًا، وقد بينا بدعية هذه الهيئة في الذِّكر في الفتويين رقم: 1000، ورقم: 8381.
الثالث: تخصيصهم زمانًا معيَّنًا يتلون فيه وِردهم دون إذن من الشرع، حيث يحافظون عليه بعد صلاة الصبح يوميًا، وهذا مُحدثٌ أيضًا، وانظر الفتوى رقم: 99061.
الرابع: أنهم يلتزمون ذكر الله تعالى بالاسم المفرد، وهذا مخالف لما وَرَدَ مِن صفة ذكر الله تعالى.
ولمزيد بيان عن الصوفية، انظر الفتاوى التالية أرقامها: 596، 8500، 13742، 13353.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني