السؤال
ما الأحاديث التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير في الصلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسؤال غير واضح, ولكن إن كان المقصود منه السؤال عن ثبوت التشهد الأخير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فالجواب أن التشهد ثابت عن رسول الله, ولكن هل هو فرض أو غير فرض في الصلاة تراجع لذلك الفتوى: 34423, وقد ذكرنا صيغ التشهد الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفتوى رقم: 8103.
ومما يشرع في التشهد الأخير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما جاء عن كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم فقالوا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: فقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. رواه البخاري ومسلم.
قال البيهقي: وقوله في الحديث: (قد علمنا كيف نسلم)، إشارة إلى السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد، فقوله: (فكيف نصلي عليك) أيضًا يكون المراد به في القعود للتشهد. اهـ.
وقد ذهب جمع من العلماء إلى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الذي يعقبه السلام ركن، كما بيناه في الفتوى: 131815.
والدعاء عمومًا مما يشرع في التشهد الأخير، فقد جاء في حديث ابن مسعود - بعد ذكر التشهد -: ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء - أو ما أحب -. أخرجه مسلم.
ومن الأدعية الواردة في التشهد الأخير ما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال. رواه مسلم.
وعن عائشة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا، وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم. فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم: حدث فكذب، ووعد فأخلف.
وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -: أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. أخرجهما البخاري في صحيحه، وترجم عليهما: باب الدعاء قبل السلام .
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك. أخرجه أبو داود، قال ابن القيم: ودبر الصلاة يحتمل قبل السلام وبعده، وكان شيخنا - يعني : ابن تيمية - يرجح أن يكون قبل السلام، فراجعته فيه، فقال: دبر كل شيء منه، كدبر الحيوان. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني