السؤال
عندي صديق يكبرني بثلاث سنوات، وهو يرفض فكرة الزواج تمامًا, مع العلم أن حالته المادية جيدة جدًّا, وهو وحيد والديه أيضًا, وقد أخبرته بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "الزواج من سنتي, فمن رغب عن سنتي فليس مني" فأجابني: ربما أتزوج في الخمسينيات, فأفيدوني كيف أقنعه وأحببه في الزواج؟
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد خلق الله الإنسان، وجعل منه الذكر والأنثى، وركب فيهما غريزة ميل كل منهما للآخر, ومن هنا فالعاقل السوي لا يرغب عنه عادة, وقد وردت كثير من النصوص التي تحث عليه وترغب فيه, ذكرنا جملة منها بالفتوى رقم: 120028.
وقد نص فقهاء الحنابلة على أن الزواج مع توقان النفس إليه أفضل من التقرب إلى الله بنوافل العبادات، قال الحجاوي في زاد المستقنع: وفعله مع الشهوة أفضل من نفل العبادة .اهـ.
قال البهوتي في حاشية الروض المربع: لاشتماله على مصالح كثيرة: كتحصين فرجه وفرج زوجته, والقيام بها, وتحصيل النسل, وتكثير الأمة, وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم, وغير ذلك. اهـ.
فالزواج سنة، وقد يجب, وذلك في حق من يخشى بتركه الوقوع في الزنا، فمن تمام كلام الحجاوي السابق: ويجب على من يخاف زنا بتركه. اهـ.
وينبغي المبادرة إليه وعدم تأخيره، فما يدري الشخص كم يعيش! فقد يدركه الموت قبل أن يتزوج، وربما عاش واعترضته العوارض.
فينبغي أن تبين لهذا الرجل أهمية الزواج في ضوء ما ذكرنا بأسلوب طيب، وبرفق ولين, ولا تعنف عليه، فربما كان له عذر يجعله يرغب عن الزواج، وترك النكاح أفضل في حق من لا شهوة له في قول بعض أهل العلم، قال ابن قدامة في المغني وهو يبين حكم النكاح: القسم الثالث: من لا شهوة له: إما لأنه لم يخلق له شهوة, كالعنين, أو كانت له شهوة فذهبت بكبر, أو مرض, ونحوه, ففيه وجهان: أحدهما: يستحب له النكاح لعموم ما ذكرنا، والثاني: التخلي له أفضل. اهـ.
والله أعلم.