السؤال
أحد شيوخ أهل السنة والجماعة له تفسير ملخص للقرآن, وله جهود علمية جيدة, - لن أذكر اسمه لأنكم لا تتكلمون عن أشخاص معينين- وله مقطع رأيته يذكر فيه قصة مفادها أن معاوية - رضي الله عنه- كان واليًا على الشام فسرق –حاشاه - لأبيه أبي سفيان من بيت مال المسلمين فسأله عمر – أي: أبا سفيان- ماذا أخذت من معاوية؟ فقال: لا شيء, فقال: سرق ابنك في الشام, وسرقت أنت من بيت مال المسلمين.
1- أنا أعلم أن أبا سفيان لم يكذب في الجاهلية؛ حتى أن هرقل لما سأله عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يقل أبو سفيان عنه إلا صدقًا, وهو في ذلك الوقت مشرك, فكيف يكذب على عمر بأنه لم يسرق هو وابنه.
2- سمعت أن أبا سفيان قال: لا أذكر أن لي ذنبًا أذنبته بعد الإسلام, فكيف والسرقة معصية كبيرة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا بعد قصارى البحث لم نجد ذكرًا لهذه القصة فيما أمكننا الوقوف عليه من مراجع، ولم نقف على شيء مما هو في حيز معناها, سوى ما جاء في المخلصيات, وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق، ولفظه: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار وأبو القاسم بن البسري قالوا: أنا أبو طاهر المخلص نا أبو الحسن محمد بن نوح الجنديسابوري نا أبو يوسف القلوسي أنا سألته عنه نا سعيد بن داود بن زبير عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم قال: لما ولى عمر بن الخطاب معاوية الشام خرج معه بأبي سفيان بن حرب, قال: فوجه معاوية مع أبي سفيان إلى عمر بكتاب ومال وكبل, قال فدفع إلى عمر الكتاب والكبل وحبس المال, قال عمر: ما أرى يصنع هذا الكبل في رجل أحد قبلك, قال: فجاء بالمال فدفعه إلى عمر.
ولم نجد من تعرض لهذه القصة برَدٍّ أو بقبول، لكن في سندها سعيد بن داود, وهو في ميزان النقد ضعيف يروي المناكير، قال عنه في تقريب التهذيب: صدوق له مناكير عن مالك, ويقال: اختلط عليه بعض حديثه, وكذبه عبد الله ابن نافع في دعواه أنه سمع من لفظ مالك.
وقال عنه في إكمال التهذيب: وقال أبو محمد: روى عن مالك أحاديث موضوعة.
وقال عنه في الإرشاد: يكثر عن مالك أيضًا، ولا يحتج به.
والله أعلم.