السؤال
هل آكل الحرام لا يقبل دعاؤه كله إذا لم يتب، أم أنه يقبل مرات ويرد مرات ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا،ً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم. وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ).
وهذا الحديث صريح في أن من غذي بالحرام بعيد أن يستجاب له ما دام متلبسا لم يقلع ويتب، ولكن في معنى الاستفهام الاستبعادي ( أنى ) دليل على أنه وإن كان غير مستحق للاجابة، إلا أن الله قد يستجيب دعاءه كرما منه، وجودا.
قال القرطبي: ( أي كيف يستجاب له على جهة الاستبعاد، ومعناه أنه ليس أهلا لإجابة دعائه، ولكن يجوز أن يستجيب الله له فضلا وكرما ) وقال ابن رجب: ( فهو استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد، وليس صريحا في استحالة الاستجابة، ومنعها بالكلية )
الله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني