السؤال
أنا أعمل في شركة كبرى ومرتبي الحمدلله كبير، وسؤالي عن الأضحية والغلاء الشديد في السودان وأمر بعض الجمعيات بالمقاطعة بسبب ضعف الدخل لبعض الفئات، فهل أضحي أم لا مع الأخذ في الاعتبار المصلحة العامة؟ وهل هناك أي إخلال بهذا في بعض الأحيان؟ فضميري يؤنبني عند الصرف وشراء الأشياء الاستهلاكية لي ولأبنائي، فهل هذا حرام مع الأخذ بعين الاعتبار أن وضع زوجي المادي أقل مني بكثير وأنا أساعده راضية بذلك لا مكرهة، أرجو الرد علي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، وهي سنة مؤكدة على الراجح من أقوال الفقهاء، كما بينا بالفتوى رقم: 144265.
فلا ينبغي للمسلم ترك الأضحية لغير عذر، ولا ينبغي الدعوة إلى عدم التضحية بحجة غلاء الأسعار، لأن في هذا تعطيلا لهذه الشعيرة، وقد نص الفقهاء على أنه يكره للقادر عليها تركها، وهو قد فاته بذلك خير كثير، قال الشيخ ابن عثيمين كما في اللقاء الشهري: الأضحية شعيرة ينبغي أن تقام في كل بلد، ومن نعمة الله عز وجل أنه لما اختص الحجاج بالهدايا يذبحونها تقربا إلى الله في أيام العيد شرع الله لمن لم يحج أن يضحي، حتى يشاركوا الحجاج في شيء من شعائر الله عز وجل: والبدن جعلناها لكم من شعائر الله { الحج:36}. اهـ.
والدعوة لترك الأضحية بحجة ضعف الدخل لبعض الفئات أمر لا يستقيم، فالأضحية ليست واجبة كما ذكرنا، وعلى فرض وجوبها فإن الوجوب مناط بالقدرة، قال تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها { الطلاق:7 }.
وإذا ضحى الأغنياء وواسوا الفقراء كان في ذلك خير للجميع، فالمستحب في الأضحية أن يأكل منها صاحبها ويتصدق ويهدي، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 130228.
والله أعلم.