السؤال
أرغب في سؤالكم عن مشكلتي: كنت مرهقة وعندي قلة نوم، فذهبت لأصلي الظهر وعندما انتهيت أردت النوم قليلا على السجادة في انتظار صلاة العصر ثم انتبهت فإذا بوقت العصر قد دخل فقمت لأتوضأ، ولكن النوم كان قويا فراودتني نفسي أن أنام وعندما أستيقظ أصلي فتذكرت أن هذا ترك للصلاة وأنا لا أرغب في أن أتركها، بل أريد أن أصلي، ولكن النوم شديد فانطرحت في الفراش ونمت، والآن نادمة على ما صنعت، وسؤالي: هل عملي هذا يدخلني في الكفر ـ والعياذ بالله ـ لأنني لم أصل ونمت وأنا أعلم أنني لن أستيقظ بما أني لم أوص أحدا أن يوقظني؟.
أفيدوني وأريحوني جزاكم الله خيراً وأسكنكم الفردوس.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي ـ أولا ـ أن العلماء مختلفون في من تعمد ترك الصلاة حتى خرج وقتها هل يكون ذلك كفرا ناقلا عن الملة أو لا؟ وقد فصلنا خلافهم وملنا إلى ترجيح قول الجمهور ـ وهو أن هذا الفعل كبيرة من الكبائر وليس كفرا ناقلا عن الملة ـ وذلك في الفتوى رقم: 130853.
وأما ما حصل منك: فإن كنت حين نمت بعد دخول وقت العصر قد علمت، أو غلب على ظنك أنك لا تستيقظين في الوقت فقد أثمت بذلك وعليك التوبة النصوح إلى الله تعالى.
وأما إن كنت تظنين أنك تستيقظين في الوقت: فنرجو أن لا يكون عليك إثم ـ إن شاء الله ـ وإن كان ما فعلته لا يخلو من كراهة، جاء في حواشي التحفة: وإن نام بعد دخول الوقت، فإن غلب على ظنه الاستيقاظ قبل خروج الوقت فلا إثم عليه ـ أيضا ـ وإن خرج الوقت، لكنه يكره له ذلك إلا إن غلبه النوم بحيث لا يستطيع دفعه، وإن لم يغلب على ظنه الاستيقاظ أثم ويجب على من علم بحاله إيقاظه حينئذ.
انتهى.
وقال في الفواكه الدواني: النَّوْمُ قَبْلَ دُخُولِ وَقْتِ الصَّلَاةِ لَا حَرَجَ فِيهِ، وَظَاهِرُهُ وَلَوْ جَوَّزَ نَوْمَهُ إلَى آخِرِ الْوَقْتِ وَأَمَّا بَعْدَ دُخُولِ الْوَقْتِ فَلَا يَجُوزُ إلَّا إذَا عَلِمَ أَنَّهُ يَسْتَيْقِظُ قَبْلَ خُرُوجِ الْوَقْتِ، أَوْ وَكَّلَ مَنْ يُوقِظُهُ.
انتهى.
وقد بينا أنه ينبغي لمن نام قبل دخول وقت الصلاة أن يأخذ بأسباب الاستيقاظ وأن من العلماء من قال بوجوب ذلك ، وذلك في الفتوى رقم: 1194060فلتراجع.
والله أعلم.