السؤال
كما نعلم أن الاستهزاء بالدين كفر ، نستدل بالآية ( إنما كنا نخوض ونلعب ..) إلي أخر الآية وقصة مخشي بن حمير ....
ما كيفية الكفر المراد منه؟ وهل يعني أنه خرج من الملة أم ماذا ؟
وأتمنى من حضرتكم الإجابة علي بإجابة علمية.
كما نعلم أن الاستهزاء بالدين كفر ، نستدل بالآية ( إنما كنا نخوض ونلعب ..) إلي أخر الآية وقصة مخشي بن حمير ....
ما كيفية الكفر المراد منه؟ وهل يعني أنه خرج من الملة أم ماذا ؟
وأتمنى من حضرتكم الإجابة علي بإجابة علمية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الكفر المذكور في قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ * {التوبة:65، 66} هو الكفر الأكبر المخرج من الملة.
قال السعدي في تفسيره: الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر مخرج عن الدين؛ لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة. اهـ.
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في بيان الناقض السادس من نواقض الإسلام: من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه ـ كفر، والدليل قوله تعالى: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) اهـ.
وجاء في (الموسوعة الفقهية): الاستخفاف بالله تعالى قد يكون بالقول، مثل الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف في مفهوم الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح، سواء أكان هذا الاستخفاف القولي باسم من أسمائه أم صفة من صفاته تعالى، منتهكا لحرمته انتهاكا يعلم هو نفسه أنه منتهك مستخف مستهزئ، مثل وصف الله بما لا يليق، أو الاستخفاف بأمر من أوامره أو وعد من وعيده أو قدره. وقد يكون بالأفعال، وذلك بكل عمل يتضمن الاستهانة أو الانتقاص أو تشبيه الذات المقدسة بالمخلوقات، مثل رسم صورة للحق سبحانه، أو تصويره في مجسم كتمثال وغيره. وقد يكون بالاعتقاد، مثل اعتقاد حاجة الله تعالى إلى الشريك.
حكم الاستخفاف بالله تعالى: أجمع الفقهاء على أن الاستخفاف بالله تعالى بالقول أو الفعل أو الاعتقاد حرام، فاعله مرتد عن الإسلام تجري عليه أحكام المرتدين، سواء أكان مازحا أم جادا. قال تعالى : { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } ... اهـ.
وذكروا نحو ذلك في الاستخفاف بالأنبياء، والاستخفاف بالملائكة، والاستخفاف بالكتب والصحف السماوية، والاستخفاف بالأحكام الشرعية. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 26193،42714 ، 2093.
ولا يخفى أن تحقيق هذه المسألة تحقيقا علميا لابد له من بحث مستقل، ولذلك ننصح السائل بمراجعة كتاب (نواقض الإيمان القولية والعملية) للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف. وشروح رسالة (نواقض الإسلام) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني