السؤال
تشاجرت مع أحدهم فتفوه بكلمات عن الذات الإلهية تغضب الله تعالى - أستغفر الله - فهل أنا مسؤول على ما حدث لأنني أنا من أغضبته ليصل الأمر إلى ما وصل ؟ أم أن كل واحد مسؤول على نفسه ؟ وهل أنا آثم لسماع ذلك الكلام .. وجزاكم الله كل خير
تشاجرت مع أحدهم فتفوه بكلمات عن الذات الإلهية تغضب الله تعالى - أستغفر الله - فهل أنا مسؤول على ما حدث لأنني أنا من أغضبته ليصل الأمر إلى ما وصل ؟ أم أن كل واحد مسؤول على نفسه ؟ وهل أنا آثم لسماع ذلك الكلام .. وجزاكم الله كل خير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أنك لست مسئولا عما تلفظ به هذا الشخص؛ لقوله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {فاطر:18}، لكن إذا غلب على ظنك أن إغضابك له سيؤدي إلى ما حدث، وجب عليك الكف عن ذلك؛ بناء على قاعدة سد الذرائع، إلا إذا كان تشاجرك معه على حق واجب. قال ابن العربي في تفسير قوله تعالى: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108}.
هذا يدل على أن للمحق أن يكف عن حق يكون له إذا أدى ذلك إلى ضرر يكون في الدين. وهذا فيه نظر طويل، اختصاره: أن الحق إن كان واجبا فيأخذه بكل حال، وإن كان جائزا ففيه يكون هذا القول. والله أعلم. أحكام القرآن.
ونقل الألوسي في تفسيره عن أبي منصور قوله: وما كان مباحاً ينهى عما يتولد منه ويحدث، وما كان فرضاً لا ينهى عما يتولد منه. وانظر الفتوى رقم: 62533.
وأما سماعك لذلك فلا تأثم بمجرده، لكن يجب الإنكار عليه بحسب القدرة، فإن كان الإنكار عليه في تلك الحالة قد يسبب مزيدا من تلفظه بذلك ونحوه، فلا يجوز الإنكار عليه حينئذ.
جاء في البهجة في شرح التحفة: لأن تغيير المنكر إن أدى إلى منكر أعظم منه سقط الأمر عنه. اهـ.
وفي مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله تعالى: ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه، بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله وزوال فعل الحسنات. اهـ.
لكن ينصح لاحقا في وقت مناسب، ويذكر بحكم ما قاله. وانظر للفائدة الفتوى رقم: 23340.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني