الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذهب الإمام مالك في تناول الخمر للمضطر

السؤال

يقال عن التشدد في الشيء: إنه أشد مما قاله مالك في الخمر، أو قال في ذلك ما لم يقله مالك في الخمر، فما هو قول مالك في الخمر؟ وهل يراد به ما ذهب إليه من عدم جواز الخمر للمضطر إلى شربها عند فقدان الماء؟ أم غير ذلك؟.
أرجو التكرم ببيان قول مالك في الخمر هذا الذي يُستشهد به على التشدد والمبالغة الكبيرة في الموقف والقول. ولكم الشكر والاحترام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن قول مالك في الخمر كقول غيره من العلماء وهو التحريم القاطع ـ كما هو معلوم من الدين بالضرورة عند المسلمين ـ والاختلاف إنما هو في تناوله للمضطر بجوع أو عطش خاصة، فقد منعه مالك تبعاً لعدد من علماء التابعين ـ منهم شيخه ابن شهاب الزهري ـ وغيره، ومن المعلوم في مذهبه أنه يرخص فيه لإزالة الغصة عند عدم وجود غيره، قال العلامة خليل المالكي في المختصر مع شرحه: ويجوز للضرورة ما يسد غير آدمي وخمر إلا لغصة، فيجوز إزالتها بالخمر عند عدم ما يسيغها به من غيره، ولا يجوز له تناول الخمر لجوع أو عطش - ولو كان مضطراً - قال مالك: لا يشرب المضطر الخمر، فإنها لا تزيده إلا عطشاً.

وبذلك تعلم مذهب مالك في هذه المسألة فهو لا يجيز الخمر للمضطر إلا لإساغة الغصة فقط، وغيره يجيز تناولها لضرورة الجوع والعطش، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 24830 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني