السؤال
بداية المشكلة أني متزوج من 7 شهور وقدر الله أن رزقنا الكريم بحمل في الشهر الأول ولكن قدر الله وما شاء فعل لم يستمر الحمل أي لم يكتمل نموه وتوقف القلب عن النبض في الأسبوع السادس، فقررت الدكتورة طرحه بالتنظيف وهو ما يسمى بالإجهاض المنسي ومع نصيحة الدكتورة بعدم الحمل لمدة ثلاث شهور وبدون قصد منا حصل حمل آخر وبالمثل توقف في الأسبوع السادس وتم طرحه بالحبوب وبدون جراحة. المهم نحن الآن خاضعون للفحوصات الطبية والظاهر أن النتائج طبيعية مع انتظار نتائج أخرى ولكن نحن متجهون مع العلاج الطبي العلاج الشرعي لشكنا أننا مصابون بعين أو حسد أو مس فذهبنا لمن يدعي العلاج بالرقية الشرعية بالقرآن الكريم، ذهبت أنا وزوجتي ودخلنا عنده وهو في زي إسلامي ( لحية طويلة فطلب من زوجتي الجلوس ومد رجليها فوضع يده على جبهتها ( مع أني غير راض داخليا ) وكان قريبا منها فقرأ الرقية الشرعية بالمكرفون وقبل أن ينتهي وعندما قرأ آيات تتعلق بالجن أحست زوجتي بألم في الرأس وتنمل (عنان ) في الرجلين ورجفة في الجسم، وبدأت بالشهيق والبكاء لا إراديا. وعندما انتهى قال لنا أنه بها مس من الجن وهو ذكر ويسبب توقف نمو الجنين، وقام بوصف طرق العلاج بتكرار جلسات القراءة وأنه يمتلك خلطة من الأدوية من ما ورد في الدين ولكن سعرها غال. هل ما فعله هو بوضع يده على رأس زوجتي مقبول شرعا؟ هل ترى في كلامه صحة لشكي الكبير في كلامه ولكن حيرتي عن سبب بكاء ورجفة زوجتي اللا إرادية أثناء قراءته. أرجوك يا دكتور أفدنا بالذي علينا فعله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الأفضل لمن أصيب بسحر أو عين ونحو ذلك أن يتولى علاج نفسه بنفسه؛ باللجوء إلى الله تعالى، وصدق التوكل عليه، وحسن الظن والاستعانة به، وتلاوة القرآن والرقية الشرعية، والإكثار من الذكر، والإلحاح في الدعاء، فإن لم يكن ممن يحسن ذلك فلا حرج أن يستعين بمن يرقيه من المعروفين بالصلاح والخير وسلامة المعتقد واتباع السنة. وإن كان المصاب امرأة فالأولى أن لا يرقيها إلا النساء أو المحارم من الرجال، فإن لم يوجد محرم ولا امرأة تحسن الرقية واسترقى لها من سبق وصفه من الرجال الثقات الأمناء في وجود محرم لها. وعندئذ فلا يجوز للراقي أن يكشف شيئا من بدنها ولا أن يمسه؛ إذ لا حاجة إلى ذلك أصلا.
وقد ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء سؤال حول مس الراقي جسد المرأة بحجة التضييق والضغط على ما فيها من الجان؛ خاصة أن مثل هذا اللمس يحصل من الأطباء في المستشفيات، فأجابت اللجنة: لا يجوز للراقي مس شيء من بدن المرأة التي يرقيها لما في ذلك من الفتنة، وإنما يقرأ عليها بدون مس، وهناك فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب؛ لأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلا بمس الموضع الذي يريد أن يعالجه بخلاف الراقي فإن عمله وهو القراءة والنفث لا يتوقف على اللمس. اهـ.
وقال الشيخ ابن جبرين في فتاويه: لا يجوز للرجل الأجنبي أن يمس شيئاً من جسد المرأة عند الرقية، ولا يجوز لها إبداء شيء من بشرتها كالصدر والعنق ونحوهما، بل يقرأ عليها ولو كانت محتجبة، وذلك يفيد حيث كان، ويسن أن تتعلم الأخوات القارئات الرقية، رجاء أن يعالجن بها النساء المحتشمات. اهـ.
وقال الشيخ عبد الرحمن السحيم في فتاويه: من يمسّ المرأة الأجنبية لا يجوز الذهاب إليه؛ لأنه مُحرّم عليه أن يمسّ المرأة الأجنبية، فمن كان صادقا في تعامله مع الله ومع الناس فإنه أبعد ما يكون عن الحرام، وعلى هذا فإذا علمت المرأة أن المعالِج سوف يمسّ شيئا من بدنها فلا يجوز الذهاب إليه، وأعرف بعض الرّقاة يُعالجون حالات كثيرة لا يحتاجون معها إلى مس المرأة، ولا يستجيز أحدهم لنفسه أن يخلو بامرأة أجنبية عنه. اهـ.
وبهذا يعلم السائل الكريم حكم ما سأل عنه من وضع الراقي يده على جبهة زوجته.
وأما ألم الرأس وخدر الرجل الذي شعرت به الزوجة، وما حصل لها من الرجفة والشهيق والبكاء بغير إرادتها أثناء رقيتها، فهذا لا يدل على أن بها مسا أو سحرا فكثير من النساء يعتريهن ذلك عندما يقرأ عليهن لضعفن ولتوهمهن.
وقد سبق لنا بيان وسائل علاج السحر في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 2244 ، 5433 ، 5252 ، 47523. كما سبق أيضا بيان المظاهر والعلامات التي تظهر على المسحور والمصاب بالعين في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 69640 ، 68315 ، 43640 . وكذلك سبق ذكر العلامات الفارقة بين المشعوذ والراقي الشرعي في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 6347 ، 68576 ، 34333.
والذي ننصحك به الاستمرار في العلاج الطبي والرقية الشرعية، وأن تتعلم الرقية فترقي بها زوجتك أو تعلمها كيف ترقي نفسها فلا يكون بكما حاجة إلى الذهاب للشخص المذكور وأمثاله.
والله أعلم.