السؤال
أيها الشيوخ الأفاضل: إمامنا في المسجد اعتاد أن يضيف في دعاء القنوت كلمة ـ سوء ـ يعني يقول: وقني سوء شر ما قضيت، وكذلك يضيف ـ سبحان ـ في دعاء القنوت, وقلنا له أن الدعاء الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ ليست فيه هذه الزيادة، نرجو منكم التوضيح لهذا الأمر. الرجاء الرد بأسرع وقت ممكن ـ ولا سيما قبل حلول شهر رمضان المبارك.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي يدعو به في قنوت الوتر ليست فيه هذه الزيادة كما ذكرت، فإن لفظه، عن الحسن ـرضي الله عنه ـ قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت. أخرجه أبو داود و الترمذي، وقال: هذا حديث حسن، ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه و سلم في القنوت شيئا أحسن من هذا.
فالأولى عند الدعاء بهذا الدعاء أن يلتزم اللفظ الوارد دون زيادة، ولكن إذا زاد الإمام لفظا لا يحيل المعنى وليس فيه محظور شرعي لم يكن ذلك محرما ولا مؤثرا في صحة الصلاة، وإن كان ذلك خلاف الأفضل، فإن دعاء القنوت ليس فيه شيء مؤقت لا يجوز العدول عنه ولا الزيادة فيه، بل مهما دعا به جاز.
قال المرداوي في الإنصاف: ونقل أبو الحارث ـ بما شاء ـ اختاره بعض الأصحاب، قال أبو بكر في التنبيه: ليس في الدعاء شيء مؤقت، ومهما دعا به جاز. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 45233.
والله أعلم.