السؤال
أنا فتاة تم كتب كتابي على شاب وسافر للخارج حتى نتزوج، والآن يطلب مني وأنا أكلمه على الهاتف أن نعمل كالمتزوجين، ونقوم بعمل استمناء، ويقول إن هذا ليس حراما لأنه يحميه من عمل المعاصي.
والآن يطلب مني أن أرسل له صورا لأجزاء حساسة من جسمي، وبصراحة قد فعلت هذا من قبل، ولكن أحسست أن ما فعلته حرام، وأخبرته لكنه قال إنه زوجي ومن حقه أن يرى ما يريد من جسمي، وطلب هذا مرة ثانية الآن، ولكني لا أريد أن اعمل مرة ثانية ما يغضب الله.
سؤالي: هل هذا حلال على أنه زوجي؟ أم أنه حرام يغضب الله؟ وإذا كنت قد فعلت هذا من قبل فهل لي أن أتوب وأتوقف عن فعل هذا؟ أم أنه قد رأى جسمي ولا أستطيع أن أمنعه بعد الآن؟ وكيف أقنعه أنه حرام؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبمجرد وقوع عقد الزواج الشرعي مستوفيا لشروطه وأركانه، فقد انعقدت عقدة النكاح، وصارت المرأة حلا لزوجها وهو حل لها، فيجوز له أن يخلو بها، وأن يستمتع بها ما شاء في حدود ما شرع الله، إلا أنه لا ينبغي له مجامعتها قبل الزفاف، مراعاة للأعراف والعادات، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 2940.
وعلى ذلك فإن ما يطلبه منك زوجك من حديث في الأمور الخاصة لا حرج فيه، ولو أدى هذا إلى نزول المني بسبب هذا الكلام، بشرط ألا يكون هنالك استمناء باليد، وبشرط الأمن من استماع الغير لهذه الأحاديث، مع أننا ننصح بترك الكلام المثير للشهوات والغرائز، لأنه قد يجر إلى مواقعة المحظور في ظل عدم تواجدهما في مكان واحد، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 62581.
أما أن يتم عمل العادة السرية من أحدكما أو كليكما فهذا لا يجوز، لا أثناء الكلام ولا قبله ولا بعده؛ لأن الاستمناء محرم لا يجوز، كما بيناه في الفتوى رقم: 7170.
أما ما يطلبه منك من إرسال صور لأماكن العورات فهذا لا يجوز؛ لأن الصور من أصلها محل خلاف كبير بين أهل العلم، والقول بحرمتها فيما عدا الحاجة والضرورة قول قوي متجه، كما بينا ذلك في الفتاوى رقم: 97357، 10888، 94727،
وحتى إذا ذهبنا إلى القول بإباحتها فإنه لا يجوز لك أصلا أن تصوري نفسك في مثل هذه الأوضاع، ولا أن ترسليها لزوجك، لأنه لا يؤمن وقوعها في يد غيره، وهذا فيه ما لا يخفى من العار والمفاسد العظيمة، فالواجب عليه أن يكف عن مطالبتك بهذا، والواجب عليك ألا تطيعيه في ذلك، بل عليك أن ترديه بلطف وحكمة، وتبيني له أن ذلك لا يجوز.
والله أعلم.