الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل كمندوب لشركة كويست نت مقابل شراء سلعة (القرص الحيوي)

السؤال

جزاكم الله كل خير فموقعكم من أفضل المواقع بإذن الله، استفساري هو عن الربح الهرمي أو الكويست نت، عرض أحدهم علي أن أعمل كمندوب ومروج لهذه الشركة مقابل شرائي سلعة (القرص الحيوي) بمبلغ 600 دولار، وإذا ما جلبت ستة أشخاص يشترون هذه السلعة فإني سوف أحصل على مبلغ 250 دولارا، وأما عن القرص الحيوي فقال لي إنه ابتكار علمي يعيد جزيئات الماء والطعام إلى الحالة البيولوجية الأصلية والكثير من الأمور الأخرى التي أراها خزعبلات، هل يعتبر اقتناء مثل هذه الأمور نوعا من التمائم والتعاويذ التي نهانا عنها الإٍسلام .. وحبذا لو أنكم بحثتم في موضوع هذا القرص وعرفتمونا على حقيقته أكثر.
أما بالنسبة للربح الهرمي فلقد شاهدت مجموعة فتاوى، ودار بيني وبين الشيطان حوار سألخصه لكم، والغرض من ذلك سد الثغرات التي يدخل منها الشيطان بما يعود بالنفع لجميع المسلمين بإذن الله، وأرجو أن تسدوا كذلك الثغرات التي لا تزال موجودة أحيانا.
بعد أول إجابة لي عن الربح الهرمي وهي كالتالي:إن هذا النوع من المعاملات محرم، وذلك أن مقصود المعاملة هو العمولات وليس المنتج، فالعمولات تصل إلى عشرات الآلاف، في حين لا يتجاوز ثمن المنتج بضع مئات، والخسائر حتمية للطبقات الأخيرة من الأعضاء لازمة، وبدونها لا يمكن تحقيق العمولات الخيالية للطبقات العليا.سألني الشيطان:ولماذا لا تحول نيتك إلى أن تكون مقصودك هو السلعة، وهل يوجد حديث يدل على أنه إذا كان القصد هو العمولات فذلك حرام؟أنا: لنفترض أن هدفي هو السلعة، ولكن هل السلعة بالفعل مفيدة؟ أم أنها مجرد أداة تستخدم لإجبار الناس على إكمال الترويج لهذا المشروع على الأقل لتعويض ثمن هذه السلعة؟ أي الاتجار بسلعة غير مفيدة.
الشيطان: ولكنها مفيدة، فالعلم والكثير من المقالات أثبت ذلك.أنا: على فرض أنها مفيدة فهل هذا السعر معقول لنيل مثل هذه السلعة؟ ولو أنه لم يكن هناك ربح فهل كنت سأشتري هذا القرص أو أقتنع به، بالتأكيد لا .الشيطان: أنت تبالغ إنها سلعة تشتريها ولم يثبت أنها دجل أو غيره فاجعل نيتك أن تروج للسلعة.أنا: ولكن هناك ملاحظة وهي أن الأعداد المتبقية من الزبائن الذين أجلبهم لن يستطيعوا تأمين ستة أشخاص وبالتالي سوف يخسرون وبإجراء عملية بسيطة سوف نكتشف أن على فرض عدد المشتركين سيكون 62 شخصا، ومطلوب من كل شخص تأمين ستة أشخاص للحصول على قيمة 250 دولارا وهي أقل من نصف قيمة السلعة التي اشتريتها، فإن 14 شخصا منهم سيربح مبلغ 250 دولارا، أما 48 شخصا فلن يربحوا أي شيء يعني 77% منهم خسروا، ولكن ما يجعل الربح مستمرا هو الاشتراكات الجديدة، والتي مهما طال الزمن لا بد أن ينتهي العدد، ويخسر أخر المشتركين، والذي ستكون نسبتهم نفس النسبة وهي: 77% تقريباً، فالنسبة ستكون ثابتة سواء كان عدد المشتركين 62 شخصا أو 62 مليار شخص.
الشيطان: إن الأعضاء المتأخرين لن يخسروا، وإنما لن يربحوا فهم حصلوا على القرص الحيوي كسلعة مفيدة فصحيح أنهم لم يستطع أحد منهم أن يستعين بستة أشخاص ليربح، ولكن على الأقل استفاد من السلعة.أنا: هذا كذب فلو أن السلعة عرضت لوحدها دون موضوع الربح فلن يشتريها أحد، وإن كانت مفيدة فإن سعرها غال جداً، وكذلك فإن هذه التجارة فيها ربح دون تعب.الشيطان: ولماذا ربح دون تعب؟ فأنت تسوق للمنتج وتتعب وتذهب مشاوير لتأمين الزبائن وتخسر مكالمات هاتفية أليس ذلك كله تعبا.
أنا: غير صحيح فأنا قد أتعب في سبيل تأمين الأشخاص الستة الذين أستخدمتهم لزيادة رصيدي، ولكن الأشخاص الذين تفرعوا عن أولئك الستة ما علاقتي بهم حتى أربح منهم، فأنا ربما أسخر 100 شخص وأبذل جهد للحصول عليهم أما 600 شخص الذي تفرعوا عن كل شخص منهم، فلماذا آخذ عنهم ربحا وأنا لم أتعب في جلبهم ولم أروج السلعة بينهم ؟
اندحر الشيطان هارباً، ولن أتاجر بالتجارة الهرمية، ولكن بقيت بعض الأسئلة تتردد في دماغي:هل يوجد حديث يدل على حرمة جعل العمولة هي المقصودة، وإنما يجب أن تكون السلعة هي المقصودة؟هل مجرد الشك في أن القرص الحيوي غير مفيد يجعله سلعة غير مفيدة ولا يجوز الاتجار بها؟وهل شراء سلعة بقيمة مرتفعة نوعاً ما بالنسبة لقيمتها الحقيقة يعتبر أمرا غير مقبول شرعا؟
وكذلك بالنسبة للربح عن طريق إعلانات غوغل، أي الربح مقابل عرض إعلانات لشركة غوغل على الموقع، وأحيانا تظهر إعلانات لمواقع اجتماعية تحث على الاختلاط أو مواقع نصرانية لمعرفة الله في نظر المسيحية فما حكم ذلك؟وأخيرا آسف على الإطالة وفي السابق اقترحت عليكم أن تنشئوا بريدا الكترونيا مجانيا على موقعكم فلعلنا نتخلص من البريد الالكتروني للشركات الأخرى، والذي يجعل بياناتنا وخصوصياتنا في أيدي كفار، وكذلك لنتخلص من الاعلانات الإباحية التي تعلن على تلك المواقع، وقلتم إن الخدمة ستكون موجودة إن شاء الله، فأنا أنتظر .. وجزاكم الله كل خير ووفقكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما حكم التسويق الهرمي الشبكي فهو المنع كما علمت، وقد بينا حكمه في جملة من فتاوانا منها الفتويين رقم: 35492، 54562.

وأما هل يوجد حديث يدل على اعتبار القصد في المعاملات؟ فالجواب نعم. ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. رواه البخاري ومسلم. وبنيت عليه القاعدة الشرعية (الأمور بمقاصدها)

وأما القرص المذكور فحسبما ذكر في بعض المواقع الإلكترونية التي تروج له أنه خلاصة أبحاث استمرت أكثر من 30 سنة، قام بها الخبير الألماني الأصل - التايلندي الجنسية الدكتور ايان لبونز. ويعمل القرص على توليد طاقة طبيعية ويحول الطاقة السلبية التي حولنا إلى طاقة إيجابية كالتي تنبعث من الأجهزة التي حولنا كالجوال والميكروفون والكمبيوتر والأجهزة الكهربية والألكترونية وغيرها . وقد تعاقد مع شركة كوست العالمية لترويج ونشر منتجه. ويذكر للقرص كثير من الفوائد كتقوية جهاز المناعة ومعالجة جميع آلام المفاصل والصداع النصفي والإمساك والقولون ومشاكل المعدة وغير ذلك من الفوائد الكثيرة.

مع أن بعض المواقع حذر منه، وقال بأن الشركة المنتجة للقرص الخرافي شركة محتالة ، وكل ذلك كلام بلا حجة ولابرهان، والمتأمل في فوائد هذا القرص يجد الأمر أقرب للخيال والأسطورة منه إلى الحقيقة ، بل زعم بعضهم أن مبدأه يقوم على الفلسفات الصينية الوثنية القديمة ( مثل الكونفوشية وغيرها ) .

غير أنا نقول في الأخير: حتى يمكن تحديد الموقف الشرعي والعلمي منه، فلا بد من أن يثبت صحة الأمر من جهة معتمدة أو على الأقل من قبل أهل الاختصاص الموثوق بهم ، وإلى الآن لم نقف على شيء من ذلك ، واتخاذ الحذر وتقديم الحيطة أولى.

وأما أخذ عمولة على عرض إعلان لشركة ما في موقعك فلا حرج فيه إذا كان مضمون الإعلان مباحا لا يروج للمنكرات والأمور المحرمة. وإن كنت تسأل عن أخذ عمولة على تصفح الإعلانات ودخولها فانظر حكمه في الفتوى رقم: 73300 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني