السؤال
في قراءتي عن زوجات الرسول قرأت أن السيدة سودة تنازلت عن يومها للسيدة عائشة حتى لا يطلقها الرسول بعد أن كبرت في السن. مثلا في سنن النسائي/النكاح الابن أمه/10/270/3202 - مسند أحمد/حديث أم سلمة زواج النبي/54/195/25497 - السنن الكبرى للنسائي/2/286 : ورد في هذه الكتب وغيرها عن السيدة سودة أنها قالت للرسول عندما أراد الزواج منها: أنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى، وَأَنِّي مُصْبِيَةٌ، وَأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدًا، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي مُصْبِيَةٌ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَكْفِيكِ صِبْيَانَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي غَيْرَى، فَسَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَكِ..
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فِيَّ ثَلَاثَ خِصَالٍ أَنَا امْرَأَةٌ كَبِيرَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ، قَالَتْ: وَأَنَا امْرَأَةٌ غَيُورٌ، قَالَ: أَدْعُو اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فَيُذْهِبُ غَيْرَتَكِ. قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَإِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ. قَالَ: هُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ فَتَزَوَّجَهَ.
إذا فبناء على الأحاديث أن الرسول قد تزوجها وهي امرأة كبيرة، ومصبية, وأن هذا هو سبب الزواج أصلا, رعايتها هي وأولادها, بعد أن رفضت عروض الصحابة للزواج منها, فتقدم لها الرسول علًها لن ترفضه: مسند احمد/حديث أم سلمه زواج النبي/54/110/25448
فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ خَطَبَهَا عُمَرُ فَرَدَّتْهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فكيف يكون كبر سنها هو سبب الطلاق, وهل الرسول الذي أراد أن يتزوجها لكي يراعيها وأولادها الخمسة أو الستة, أراد أن يتركها هي وأطفالها؛ لأنها كبرت في السن.
والسؤال في الأصل في الربط بين هذه الواقعة و ما ورد في القرآن: وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما، فهنا القرآن يتحدث عن علاج لإعراض الزوج, وليس الطلاق, فكيف يكون علاج إعراض الزوج هو إعراضه متمثلا في التنازل عن المبيت, والله في هذه الآية وجه الخطاب للاثنين: فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما. فهل هذه الجملة معناها أن تتنازل الزوجة عن حقوقها.
للتلخيص:
1- سبب الزواج هو رعاية الأرملة الكبيرة التي توفي زوجها بالحبشة تاركا لها 5 أو 6 أولاد.
2- سبب الرغبة في الطلاق وورد في بعض الروايات أنه -صلى الله عليه وسلم- طلقها بالفعل طلقة واحدة أنها كبرت في السن.
3- أن هذه الواقعة سبب نزول آية 4 من سورة النساء التي تتحدث عن الإعراض وليس الطلاق.
4- وضع القرآن علاجا للإعراض وهو الصلح، فكيف يكون علاج الإعراض إعراضا.
أطلب من علمائنا الكرام أن يساعدوني في فهم هذه الروايات؛ لأنني حاولت على مدار شهرين، وسألت كثيرا، ولم أجد ردا، وقيل لي إني أقدم العقل على النص مثل الخوارج، وعليَّ أن ألجأ إلى العلماء مع أني كنت بالفعل أسألهم عارضا الروايات فقط، وأنا الآن ألجأ إليكم عَلِّي أجد عندكم من العلم ما ينفعني في هذا الموضوع، وأنا على ثقة -إن شاء الله- من هذا؟