السؤال
لقد عانيت كثيرا من ضيق الصدر والحزن والألم بسبب وبدون سبب، وتقدم لي الكثير من الخطاب، ثم ذهبوا ولم أعرف السبب رغم أني من أسرة متدينة ولله الحمد على قدر من الجمال بشهادة من حولي معي شهادة جامعية عالية.
تقدمت باستشارة لموقع إسلامي مشهور فقيل لي إن ما أعانيه هي أعراض سحر أو مس أو حسد ولكن حينما قرأت في موقع ما عن أعراض المس بشكل خصوصي وجدتها تتناسب مع حالتي كثيرا.
كما أنى أرى في منامي أحلاما قذرة بشكل يومي مما زاد من ضيق صدري، وهذا ما يجعلني أغتسل عند كل صباح رغم أني أنام بعد قراءة القرآن وذكر الله وعلى وضوء وبعد الصلاة!
أريد أن أعرف هل حقا ما أعانيه مس شيطاني وكيف لي أن أتأكد من ذلك؟
هل عند قراءة القرآن على ماء ثم تسخينه على النار يذهب مفعول القراءة أم لا؟
بالله عليكم أجيبوني وأريحوا قلبي من الهم وادعوا الله لي بتفريج الكرب والزوج الصالح؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك ويعافيك، وأن يفرج همك ويكشف كربك، وأن يرزقك زوجا صالحا ، اللهم آمين.
ثم اعلمي ـ أختي الكريمة ـ أن ما ذكرته يمكن أن يكون بسبب السحر، ولكن ليس على سبيل القطع واليقين، ويمكنك التأكد من ذلك عن طريق أهل الخبرة الموثوقين الذين يعالجون بالقرآن، ويا حبذا لو كانت امرأة، وقد سبق التنبيه على ذلك، وبيان أعراض السحر وعلاماته، في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 27789 ، 13199، 68315.
وأفضل طرق علاج السحر أن يعالج الإنسان نفسه بنفسه، بتوكله على الله وحسن الظن به، وصدق اللجوء إليه والاستعانة والثقة به سبحانه، وكثرة الصلاة والتلاوة والدعاء والذكر، واستعمال الرقية الشرعية، وغير ذلك من وسائل علاج السحر، التي سبق بيانها في الفتاوى ذات الأرقام التالية 5252 ، 5433 ، 502 .
وأما بالنسبة للماء الذي قرئت عليه الرقية الشرعية، فلا نعلم مانعا شرعيا من تسخينه إذا احتيج لذلك، فالأمر واسع ولله الحمد، وبركة القرآن باقية سُخِّن الماء أو لم يسخن. وأما ما يذكره بعض المعالجين من النهي عن تسخين هذا الماء على النار، فلا نعلم لذلك أصلا يمكن الاعتماد عليه، ما لم يصحب ذلك اعتقاد خاص فيه. وأخيرا نذكر أختنا الكريمة بقوله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{الزمر: 10} وقوله سبحانه: وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}.
ونذكرها أيضا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ. رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه، وحسنه الألباني في الصحيحة. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها. رواه أبو يعلى وابن حبان والحاكم، وحسنه الألباني.
والله أعلم.