السؤال
شيخي الفاضل .. أريد استفساركم في أمر و هو أني و عائلتي احتجنا إلى مبلغ من المال لاستكمال شراء منزل و رغم توفر الفرصة لاقتراض قرض من البنك إلا أننا رفضنا ذلك خوفا من الله و في الأخير أقرضني مسئولي في العمل مبلغا من المال و ذلك عن طريق شيك صرفته من البنك على أن أسدد له القرض بأقساط دون فائدة و بالاتفاق على مبلغ الأقساط مسبقا.
و قد أعطاني دفتر ادخاره البنكي على أن أحتفظ به و أذهب كل شهر و أسدد له القسط إلى أن ينتهي المبلغ فأسلمه الدفتر....
فهل أن ما فعلته حرام خاصة و أني لا أتعامل مع البنوك نهائيا ....و هل أني أعتبر هكذا معينة على الربا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على البعد عن الربا، ونسأل الله أن يبارك لك في مالك ، ولا شك أن ما قام به المسئول عنك في العمل هو من العمل الصالح الذي يرجى له أن يثاب عليه، ولكن إن كان ذلك المسئول يضع أمواله في بنك ربوي ويأخذ عليها فائدة ربوية فقد وقع في كبيرة من أكبر الكبائر وهي أكل الربا، والواجب عليك هو نصحه وتحذيره من أكل الربا، ولا يجوز لك أن تضعي الأقساط في حسابه الربوي ؛ لأن في ذلك إعانة له على الربا لعموم قول الله تعالى : وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة :2 }
والإعانة في باب الربا من أكبر أنواع الإعانة إثما، ويدل على ذلك ما رواه مسلم عن جَابِرٍ قال : لَعَنَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا وموكله وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وقال: هُمْ سَوَاءٌ ، يعني في الإثم، ومن المعلوم أن الكاتب والشاهدين مجرد أعوان. وعليك في هذه الحالة أن تردي هذه الأقساط إليه بدلا من وضعها في ذلك الحساب. ولك أن تراجعي في ذلك فتوانا رقم: 56167.
والله أعلم.