السؤال
قامت إحدى الأخوات أثناء رعايتها لأبيها المسن(66) عاما والذي كان يعاني من آثار جلطة للمرة الثالثة، قامت بزيادة جرعة الأنسولين التي كانت تعطيه إياها من 10 إلى 12 ثم 14 حسب طلبه ولم تسء حالته، ولكن بعد ثلاثة أسابيع من زيادة الجرعة وجد ميتا في فراشه، وتعاني الأخت حاليا من ألم الضمير وتتساءل هل كانت سببا في الوفاة وهل عليها كفارة؟ بارك الله فيكم أفيدونا لأهمية الموضوع؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
إذا تسببت في قتل أبيها بإعطائه جرعة زائدة من الدواء فهو قتل خطأ وعليها الدية والكفارة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب أولا في هذه الحالة أن يرجع في تحديد سبب الوفاة إلى الطبيب المختص الثقة ؛ فإذا اخبر أنه ليس من المحتمل أن تكون زيادة الجرعة المذكورة هي سبب وفاة هذا الأب فلا شيء عليها، وإن أخبر أن سبب الوفاة هو تناول الجرعة الزائدة من الدواء فينظر ؛ فإن كانت قد زادت الجرعة بناء على تعليمات الطبيب وبعد الرجوع إليه فلا شيء عليها أيضا، وإن كانت فعلت ذلك من تلقاء نفسها فإنها مقصرة ومفرطة ولو مع أمر أبيها لها بزيادة الجرعة ، لأنها تعلم أن ذلك ليس موكولا بها ولا بأبيها وإنما يختص بالطبيب ، وبذلك يترتب عليها الضمان وهو هنا الدية وكفارة القتل الخطأ المذكورة في قوله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا {النساء: 92}
وإن احتمل أن يكون سبب الوفاة الوالد هو هذا السبب مع احتمال سبب آخر للوفاة فنرجو أن لا يكون عليها ضمان فيما حدث ، لأن الأصل براءة الذمة، ولا ينتقل عن هذا الأصل دون وجود المرجح، وعليها على أية حال أن تتوب إلى الله وتكثر من الاستغفار.
والله أعلم.