السؤال
قبل أكثر من 20 سنة بِيع بيت أمي وصارت بلا مأوى، وكنت يومئذ مهاجرًا من بلدي، فاتصل أحد إخوتي وقال لي: أمك ستنام في الشارع إن لم ترسل لنا مفتاح بيتك لتنام أمك فيه ريثما نشتري لها بيتاً، وفعلاً أرسلت مفتاح بيتي، وسكنت أمي البيت، وهي إلى الآن فيه، وقد دام سكنها فيه أكثر من عشرين سنة، وأنعم الله علي واشتريت بيتاً آخر، وأوصيت أهلي وأولادي أن لا يُخرجوا أمي من البيت أبداً مهما طال الزمن أو قصر، لكن في يوم من الأيام قالت لي أمي أريد أن أشتري بيتك الذي أسكنه، فرفضت وقلت لها: إن هذا البيت لك طالما أنت تنعمين بالصحة، وبعد مدة فتحت هي نفس الموضوع (والظاهر أن هناك من يحرضها على ذلك من إخوتي)، وألحت بأسلوب شديد، فقلت لها حياءً منها، قد بعتك فقال بكم، قلت لها: بـثمانمائة ألف ليرة سورية، مع جهلي أنا أن العقار قد ارتفع سعره، وسألت عن سعره المقدر عند العقاريين فقالوا إن البيت قد يصل سعره إلى مليون وخمسمائة ألف ليرة، فذهبت لأمي وتراجعت عن البيع وغضبت مني كثيراً، فمن أجل أن أرضيها قلت لها زيدي من سعره، فقالت سأشتريه بمليون فرفضتُ، فزادت إلى المليون ومائة وخمسين ألف، وقالت: هل ستحاسبني بسعر الغريب! فاستحييت منها وقلت لها، بعتك بهذا المبلغ وهو لك، وكتبت عقد البيع واشترطتُ فيه أن العقد لاغ إذا لم أحصل على المبلغ خلال شهرين، ومضت الشهران ولم أقبض سوى تسعمائة وخمسين ألف ليرة فقط، فقلت قد التغى البيع. فقال أحد إخوتي: قد سألت دار الإفتاء وقال إن البيع قد تم في الاتفاق الأول، أي بسعر ثمانمائة ألف، ويجب أن يفرغ في البيت لأمه!! فما رأيكم؟ جزاكم الله خيراً.