إمكانية الشفاء التام من مرض الصرع
2008-11-08 13:19:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أصيبت ابنتي -التي تدرس الهندسة المعمارية- بمرض الصرع عندما كان عمرها أربعة عشر عاماً، وقد أجرينا لها تحاليل وفحوصات وأشعة على الرأس ولا يوجد عندها شيء، وقد أعطاها الطبيب دواء (دوباكين كرونو) بجرعة حبة في اليوم، وبعد ثلاث سنوات أصبحت تأخذ نصف حبة، ولم تعاودها النوبة خلال هذه السنوات إلى أن أصبح عمرها واحدا وعشرين عاماً، فعاودتها النوبة فأعطاها الطبيب دواء (دوباكين كرونو) بجرعة (500 ملجم)، حبتين في اليوم، فهل هذا الدواء مناسب؟ وهل ستشفى نهائياً من هذا المرض؟ وهل يؤثر ذلك على دراستها؟!
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الإجراء الذي اتخذه الطبيب - وهو إعطاء هذه ابنتك عقار (دباكين كورونوDepakine chorono) مرة أخرى - هو القرار الصحيح؛ لأن النوبات الصرعية يعرف عنها أن بعض الناس ربما تحدث لهم انتكاسات، والنشاط الصرعي ربما يكون نشاطا خفياً أو نشاطاً ظاهراً، حيث يظهر في شكل تشنجات، وهذه التشنجات تتفاوت في شدتها وحدتها من إنسان لآخر.
وهذا الدواء من أفضل الأدوية لعلاج هذه النوبات، وهو من الأدوية السليمة والأدوية الفعالة التي تعالج معظم أنواع الصرع، حيث إن الصرع ينقسم إلى عدة أنواع، والجرعة التي أعطاها الطبيب هي جرعة صحيحة ومناسبة، وهي ألف مليجراما في اليوم، ومن الناحية العلمية تُحسب الجرعة حسب وزن الإنسان، والجرعة الصحيحة تكون من عشرين إلى ثلاثين مليجرام لكل كيلو جرام من وزن الإنسان، فإذا كان وزن ابنتك ستين أو خمسين كيلو فإن هذه الجرعة تعتبر جرعة صحيحة وسليمة.
وليس هناك أي تحوطات يجب اتخاذها، غير أنه يفضل أن يتم فحص وظائف الكبد مرة واحدة كل ستة أشهر إذا كان ذلك ممكناً، فهذا الدواء (دوباكين) يؤدي إلى ارتفاع بسيط في إنزيمات الكبد، وهذا يعتبر تغيراً طبيعياً إذا وجد، ولا يتطلب إيقاف الدواء، فقط تكون المتابعة هي المطلوبة، بأن يُفحص الدم من حين إلى آخر.
وهذا الدواء ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وإذا حدث ذلك فأرجو أن لا تنزعجي، كما أنه قد يؤدي إلى تساقط الشعر في حالات قليلة، وهذا ليس عرضاً مزعجاً وهو نادر الحدوث.
وسوف تُشفى ابنتك تماماً إن شاء الله، لكن عليك الالتزام القاطع بإعطائها الدواء بجرعته الصغيرة وفي وقته الصحيح، ولا تنزعجي أبداً لمدة العلاج إذا كانت طويلة أو قصيرة، فهذا أمر يجب أن يُقبل، وأنا دائماً من المؤيدين والداعين لأن تطول فترة العلاج خاصة أن هذه هي النوبة الثانية بالنسبة لها.
وحين يتأكد الطبيب من الشفاء والاستقرار الكامل ربما يعطي جرعة وقائية، وهذه الجرعة الوقائية من الدواء تكون دائماً أقل من الجرعة العلاجية.
وأرجو أن تشجعيها على أن تستمر في دراستها للهندسة المعمارية، وهذا من التخصصات الممتازة ولله الحمد، وأرجو أن تعيش هذه الابنة حياة طبيعية، فهي يمكن أن تقوم بواجباتها الاجتماعية وأن تساعد في عمل البيت وتتزوج، ولا شيء يمنعها مطلقاً من أن تكون طبيعية في حياتها، ولن يشكل المرض بالنسبة لها أبداً إعاقة بإذن الله تعالى، وسوف تُشفى الشفاء التام.
وأكرر لك إذا رأى الطبيب أن تستمر في الدواء لفترة طويلة فأرجو أن يكون ذلك أمراً مقبولاً بالنسبة لك ولها، ولا تنزعجي من ذلك مطلقاً، وختاماً نشكرك على تواصلك وثقتك فيما تقدمه الشبكة الإسلامية.
وبالله التوفيق.