الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأعراض التي تعانين منها هي أعراض قلق نفسي وليس أكثر من ذلك، فقط درجة القلق لديك مرتفعة، والأعراض التي لديك هي أعراض جسدية وأعراض نفسية، وهذه هي المكونات الأساسية للقلق النفسي، والأعراض النفسية هي بالطبع الشعور بالقلق والتوتر والشعور بالخوف.
أما الأعراض الجسدية فهي الانشداد في عضلات البطن وصعوبة التنفس وهذا ناتج أيضاً من انقباض في عضلات الصدر، والعرض الآخر هو فقدان الشهية وتسارع نبضات القلب.
القلق شائع جدّاً وسط الناس وليس من الضروري أن يكون له أي سبب، وفي حالتك حادثة سفر زوجك الكريم كانت هي المسبب لهذه النوبات، ولكن أعتقد في الأصل أن شخصيتك لديك درجة عالية للاستعداد للقلق، وطرق العلاج - الحمد لله - بسيطة ومتيسرة، وهي كالآتي:
أولاً: اعرفي أن القلق طاقة نفسية، وهذه الطاقة النفسية مطلوبة لكي يستطيع الإنسان أن تكون له الدافعية، ولكن حين يزداد ربما يؤدي لهذه الأعراض، والذي ينتابك قطعاً هي زيادة في الطاقة النفسية وهذا جعلها تتحول إلى طاقة سلبية تظهر في شكل أعراض كما ورد في رسالتك.
ثانياً: من أهم طرق العلاج أيضاً هو التفكير الإيجابي، فأنت - الحمد لله -كما ذكرت- أن حياتك جميلة، أسأل الله تعالى أن يديم هذا، فأنت لديك الزوج الصالح وقد رزقك الله الذرية، ومن الواضح أنك مستقرة في حياتك، وهذا في حد ذاته لابد أن يُسخر ليصبح دافعاً نفسياً إيجابياً تستطيعين من خلاله الشعور بالراحة النفسية الداخلية.
ثالثاً: ممارسة تمارين الاسترخاء، وهي مهمة جدّاً؛ لأن الاسترخاء هو ضد القلق وضد التوتر، توجد أشرطة وكتيبات في المكتبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين وفي ذات الوقت ربما يكون الاستعانة بأخصائية نفسية لتدربك على هذه التمارين هي الوسيلة الأفضل والأمثل، وإذا صعب عليك ذلك فسوف أذكر لك بعض التمارين باختصار، وأول هذه التمارين هو تمارين انقباض وشد وإطلاق العضلات:
اختاري مكانا هادئاً -في الغرفة- واستلقي على السرير أو اجلسي على كرسي مريح، وبعد ذلك تأملي في شيء طيب وسعيد، وتأملي أنك في حالة استرخائية، يعرف أن عضلات الجسم مكونة في مجموعات مترابطة مع بعضها البعض، والمطلوب منك هو أن تقومي بشد كل مجموعة من العضلات، ثم بعد ذلك إطلاقها من أجل الاسترخاء.
فابدئي مثلاً بعضلات القدمين وتأملي، قومي بشدها ثم بعد ذلك إطلاقها واسترخائها، وانتقلي بعد ذلك لعضلات الساقين، ثم عضلات الحوض، فالبطن، فالصدر، فالرقبة -وهكذا- شد وقبض ثم إطلاق واسترخاء.
يأتي بعد ذلك تمارين التنفس التدريجي، وبالنسبة لهذه التمرين: أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، ثم خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف -وهذا هو الشهيق- ولا بد أن يكون التنفس قوياً وبطيئاً، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم اقبضي على الهواء في صدرك قليلاً، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم -وهذا هو الزفير- ويجب أن يكون إخراج الهواء أيضاً بنفس القوة والشدة والبطء الذي أدخل به الهواء، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.
إذا تيسر لك أيضاً أي نوع من الرياضة -خاصة رياضة المشي- كاستعمال الدراجة الثابتة في المنزل -وهكذا- فهذا أيضاً يؤدي إلى فائدة كبيرة وكثيرة جدّاً.
نصيحتي أيضاً عليك أن تعبري عن نفسك، لا تكتمي ما بداخلك؛ فإن التعبير عن الذات يساعد كثيراً في إزالة أي احتقانات نفسية داخلية، وهذا يسمى في علم النفس بالتفريغ النفسي، وهو مطلوب جدّاً.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، -والحمد لله- هنالك عدة أدوية حقيقة تساعد في زوال أعراض القلق، وسأصف لك دواء بسيطاً يعرف علمياً وتجارياً باسم (موتيفال Motival) وهو متوفر في مصر، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفعين الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عنه.
ويمكنك أيضاً تناول دواء آخر يعرف تجارياً باسم (Iinderal) ويسمى علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة صغيرة حبة واحدة (عشرة مليجرامات) يومياً لمدة ثلاثة أشهر، وميزته أنه أيضاً يساعد في زوال القلق خاصة سرعة نبضات القلب وكذلك الشعور بالصعوبة في التنفس، هذه الأدوية سليمة وفعّالة جدّاً.
أرجو أن تتناولي الأدوية بالصورة التي ذكرتها لك وأن تطبقي التمارين السلوكية السابقة -وإن شاء الله- سوف تتحسن حالتك كثيراً، وأؤكد لك تماماً أن ما تعانين منه هو مجرد قلق نفسي وسوف يزول -بإذن الله تعالى-.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
العلاج السلوكي للقلق: (
261371 -
263666 -
264992 -
265121).
وبالله التوفيق.