الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد البديع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الصبر على قضاء الله هو من شيم المؤمنين، وعليك أخي أن تتحلى بكثير من الصبر والاحتساب عند الله، ولا تقنط من رحمة ربك.
ما وصفته من إصابة أطفالك هو مرض وراثي يحدث فيه ضمور في المخ وتحديداً في المادة البيضاء (حيث يرتبط ضمور المادة البيضاء بالمخ بحدوث فقدان في النظر)، وهذا المرض لا يظهر مع بداية العمر، ولكن مع الوقت تظهر الأعراض وتزداد تدريجياً.
هذه النوعية من الأمراض لا علاج لها، وهي تتطلب من الأب والأم الكثير من الصبر والاحتساب عند الله.
معظم هذه الأمراض يحدث من خلال زواج الأقارب، ويكون احتمال حدوث المرض في كل حمل 25 %، وفي بعض الأحيان يكون قضاء الله أن يحدث المرض في معظم الأطفال أو كلهم، ولكن كما قلنا: الاحتمال الحسابي في كل حمل على حدة 25%.
تشخيص هذه الأمراض قبل الحمل ممكن، لكن أولاً يجب تشخيص المرض بدقة، إذ أن هذه الأمراض متعددة ويسببها غالباً خلل بأحد الإنزيمات، ويجب معرفة هذا الإنزيم أولاً.
بعد ذلك يمكن مع الحمل الجديد تشخيص المرض لكن هذا مكلف ويتطلب وجود مركز متخصص، ولا أدري إذا كان هناك بالجزائر تلك الإمكانات أم لا؟
عموماً أخي العزيز! قد يكون ما أنت فيه خير، إذ أن كل ما يأتي من عند الله هو خير، وصبرك واحتسابك قد يكون طريقك للجنة.
والله ولي التوفيق.
(( انتهت إجابة الدكتور زهران ))
-----------------------------------
الأخ الفاضل/ عبد البديع حفظه الله
يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن امره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراً شكر فكان خيراً لهن، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
إن الناظر إلى حقيقة هذه الحياة الدنيا يرى أنها دار ممر وليست دار مقر، وأن الإنسان إنما هو مسافر في هذه الحياة، متنقل فيها ليصل إلى هدفه الأخير وغايته السامية ألا وهي جنة عرضها السماوات والأرض، إذن والحال كذلك فهذه الدنيا ليست بدار راحة أبداً، وليست داراً تكتمل فيها سعادة الإنسان، فإن كل راحة منغصة بشيء من التعب وإن كل سعادة لابد أن تنغص بشيء من الألم.
والمؤمن والحال إذ ذاك، ينبغي أن يصبر على ما يصيبه، ولا يدري الإنسان فقد يكون في الابتلاء خير له، ولا يدري ما تخبئه له الأقدار، والابتلاء ليس دليلاً أبداً على الشقاء، بل هو دليل على المحبة فإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، وإن (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل).
فلتصبر ولتحتسب يا أخانا الفاضل ولتسأل الله العافية، ولتسأله الشفاء لعيالك ولتدعه بأن يرزقك عيالاً أصحاء، فهو القادر على كل شيء، كما نوصيك أيضاً بأن ترقيهما بالرقية الشرعية، فقد يجعل الله فيها الشفاء، وذلك على الروابط التالية : (
237993-
236492-
247326 ).
وفقك الله للخير!
قسم الاستشارات.