نوبات الصرع البسيطة
2008-06-03 06:42:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تعرضت منذ ثلاثة أسابيع لنوبة كانت أعراضها التفات رأسي للجهة اليمنى مع رعشة في الجهة اليمنى من الفم، وكذلك في العين اليمنى، ولكن سرعان ما أغمضت العينين بعد ذلك، ولم يستمر كامل الأمر سوى ثوانٍ معدودة، وكنت خلالها واقفا على قدمي ومدركا لما يدور حولي ولكن دون رؤية نتيجة إغماض عيني، وبعد ذلك مر الأمر وكأن شيئاً لم يحدث ولم أشعر بتعب أو راحة، ولكن فقط تأثير الصدمة.
وقد زرت طبيب مخ وأعصاب بعد ذلك بأسبوع وطلب عمل تخطيط لكهرباء المخ ورنين مغناطيسي للمخ أيضاً، وكانت نتيجتهما طبيعية، ولكني طوال الفترة الماضية أشعر بحركات لا إرادية في سبابة يدي اليمنى وكذلك بعض أصابع قدمي، والتي كانت كلها موجودة أثناء تخطيط كهرباء المخ.
وقد نصحني الطبيب بعدم البدء في أي علاج طالما لم تحدث نوبة أخرى، فهل هناك فترة زمنية إذا انقضت دون حدوث نوبة أخرى يعتبر المريض عندها سليماً ويزول احتمال تكرار النوبة؟ وهل من الممكن أن تسوء النوبات وتتحول لحالات سقوط على الأرض ولفترات أطول؟ وهل النوبات البسيطة والطويلة لها علاج ناجع بإذن الله؟ وهل الحركات المستمرة في الأصابع مؤشر خطورة؟ وما العمل حيالها؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه النوبة التي حدثت لك لا يمكن تجاهلها ولكن في ذات الوقت فإن الدلائل تشير إلى أنها ربما لا تكون ناتجة عن نشاط صرعي حقيقي، فربما يكون الأمر عرضياً وليس أكثر من ذلك.
وهناك فحص ضروري جدّاً وقد قمت به وهو تخطيط المخ، ويكون تخطيط المخ أثناء الحركة اللاإرادية في سبابة اليد اليمنى وكذلك في بعض أصابع القدم، فبما أن التخطيط قد تم مع وجود هذه الحركات اللاإرادية وكان التخطيط طبيعياً فهذا يستبعد لدرجة عالية وجود أي نشاط صرعي، ولكن لا يمكن أن نكون في حالة يقين مطلق؛ لأن تخطيط المخ في بعض الحالات ربما لا يوضح أي نشاط صرعي خاصة إذا كان من النوع البسيط.
وعموماً فإنني أتفق تماماً مع الطبيب أنه ليس من الضروري أن تبدأ في أي علاج للصرع؛ لأن التشخيص ليس مؤكداً، والأمر الغالب أن هذه نوبة عارضة، ونسأل الله تعالى أن تكون كذلك.
وأما عن الفترة الزمنية التي إذا انقضت دون حدوث أي نوبة أخرى يعتبر المريض عندها معافى، ويزول احتمال تكرار النوبة، فمن الصعب أن تحدد فترة زمنية، ولكن فترة ثلاثة إلى ستة أشهر تعتبر فترة معقولة لحدوث أي نشاط صرعي إذا كان في الأصل موجوداً.
ولا نستطيع أن نقول أن النوبات سوف تسوء، ولكن يعرف أن نوبات الصرع ربما تتحول من نوع إلى آخر، فهنالك أنواع من الصرع يعرف بالصرع الجزئي وهذا قد يتحول إلى صرع كلي، ولكن في نهاية المطاف هذا لا يعني أن الحالة قد ساءت، بمعنى أن الصرع الجزئي إذا تحول إلى صرع كلي، فهذا لا يعني سوءا في الحالة مطلقاً، بل هو جزء من التاريخ أو التطور الطبيعي لحالات الصرع، فأرجو أن تطمئن في هذا السياق.
وتوجد بحمد الله تعالى علاجات فعالة للنوبات البسيطة وللنوبات الجزئية وللنوبات الطويلة وللنوبات الكاملة، ومرض الصرع الآن يعالج بنسبة تسعين بالمائة ولله الحمد، وهذه نسبة عالية جدّاً، ومرض الصرع فقط يتطلب الالتزام التام بتناول العلاج.
ولا بد أن أقول لك إنه في بعض الحالات توجد حالات نفسية، حيث يوجد نوع من الصرع ذو المنشأ النفسي، وهذا كثيراً ما يختلط أيضاً مع الصرع العضوي، ولكن قطعاً في مثلك عمرك لابد من التأكد بإجراء الفحوصات اللازمة، والحمد لله فإن فحصك للرنين المغناطيسي للمخ كان طبيعياً وهذا من فضل الله، وكذلك تخطيط المخ كان أيضاً طبيعياً، وهذا في نظري دليل على أنه لا يوجد سبب عضوي للحالة التي انتابتك، وهي - كما ذكرت لك - ربما تكون أمراً عارضا، ولكن لابد من المتابعة والمراقبة.
وأما الحركات المستمرة في الأصابع فليس من الضروري أن تكون مؤشر خطورة مطلقاً، فتجاهلها بقدر ما تستطيع، لأنني على قناعة كاملة أن الإنسان حين يشغل نفسه بأمر معين فهذا قد يزيد من الأعراض؛ لأن الجانب النفسي يلعب دوراً في ذلك حتى في الجوانب العضوية، فحاول أن تتجاهلها بقدر المستطاع واتبع الإرشادات الطبية، ولا مانع من أن تراجع الطبيب مرة كل شهر أو شهرين، وهذا إن شاء الله يعطيك الطمأنينة، ونسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يتولاك وأن يوفقك ويسددك.
وبالله التوفيق.