هل أتزوج فتاة تشترط بيتاً مستقلاَ؟
2023-03-23 03:21:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطبت فتاة للزواج، وهي أخت ملتزمة حيية وطالبة علم، غير أنها تشترط بيتاً مستقلاً عن أهلي وأخواتي، وقد لا تمانع من أن تعيش مع الأبوين إن احتاجا لذلك، ولكن أختي لا! بدعوى اجتناب أسباب المشاكل.
وحيث إنني شاب لي أبوان وأخوات يحتاجون لرعايتي، ولا أستطيع توفير بيتين وإدارتهما، نظراً لغلاء المعيشة وصعوبة الظروف، وليس من بر أهلي أن آخذهم لدار العجزة، لأن زوجتي ترغب في بيت مستقل، وليس من الدين أن أترك أخواتي مشردات، لأن زوجتي لا ترغب بهن معها، وأهلي -بحمد الله- محافظون وملتزمون، ولا يؤذون أحداً، وأخلاقهم طيبة، ولا نزكيهم على الله.
فأرجو منكم أيها الفضلاء توجيه نصح لهذه الأخت، أن لا تترك عريساً ذا خلق ودين، بهذه العلة التي قد لا تتحقق، وقد لا تكون هناك مشاكل أصلاً، وأرجو أيضاً أن تقدموا لنا أمثلة من تضحيات زوجات السلف الصالح وصبرهن في مثل هذه الحالات.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو هالة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن توقع الشر يوقع في الشر، وليت أختنا تبدل هذه النية، وليتها أدركت أننا ننتظر من أمثالها الصبر والنصح والدعوة لأخواتها، والإنسان يمكن أن يجد زوجة وزوجات لكنه لن يجد والدين وأخوات، وكم تمنينا أن تدرك أن الذي لا خير فيه لوالديه وأخواته لا خير فيه لزوجته، وإني أنصح كل فتاة أن لا تقبل بعاق لوالديه أو قاطع رحم، وإذا لم يكن في البيت سوى الوالدين والأخوات فليس للأخت عذر في الرفض؛ لأنه ليس في الأمر ما يخالف الشرع، وليس مجرد الظن عذراً في رفض هذا الوضع، لأنها ستأمن على نفسها وعرضها وستأخذ راحتها بشكل كبير طالما كان أهل البيت من النساء، وتستطيع بلباقتها وحكمتها بعد توفيق الله من التغيير والتصويب.
ويؤسفنا أن تبني بعض الأخوات قناعاتهن على ما يشاهدن في المسلسلات، أو على ما يسمعن من قصص المقصرات، ونحن نتمنى أن لا تعرف أخواتك هذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد، وأرجو أن تعود هذه الأخت إلى رشدها، وتتقي الله فيك وفي غيرك من الرجال، فقد يتزوجها غيرك، ولعل مجرد إعلان مثل هذا الفهم سوف يجلب لها متاعب ومصاعب في حياتها.
وأرجو أن ننوي الخير ونعمل الخير ونقدم ما يجلب لنا الخير، كما نتمنى أن تدرك هذه الأخت أن كثيراً من الناجحات يسعدن بوجود أخوات للأزواج، بل ربما كن سبباً في سعادتهن، وإذا عامل الإنسان غيره بالحسنى ربح الدنيا والآخرة، فمهما كانت نوازع الشر عند الناس فإن حسن المعاملة وطلاقة الوجه وحسن الخلق يزيل الأحقاد أو يخففها، ولا أظن أن الحياة تصفو لإنسان، ومن طلب السلامة الكاملة طلب ما يخالف طبيعة هذه الدنيا التي قال عنها الحكيم:
جبلت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام فوق طباعها متطلب في الماء جذوة نار
ولا راحة للمؤمن إلا عند أول قدم يضعها في الجنة، ونحن ننصحك بأن تعرض عليها وجهة نظرك بوضوح، ولا تفرط في بر أهلك، فإن أبت فالنساء كثيرات، ونحن لا ننصحك بتأسيس حياتك الزوجية على العقوق والتقصير.
وبالله التوفيق والسداد.