الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وصال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية مرة أخرى.
أيتها الفاضلة الكريمة: ما تعانين منه هو وسواس قهري، ولا شك في ذلك، وهي وساوس أفكار، ويُعرف أن الوساوس ذات الطابع الديني منتشرة جدًّا، أو ما يتعلق بالدين هو أحد المكونات الرئيسية للوساوس القهرية، خاصة في مجتمعاتنا.
أيتها الفاضلة الكريمة: الإشكال الأكبر الآن هو أنكِ تحاورين هذه الوساوس وتناقشينها، هنالك نوع من الاسترسال مع الوساوس، وهذا بالطبع يزيد من حدتها وشدتها، يجب أن تحاولي قدر جُهدك أن تحقري الوسواس، وألَّا تهتمي به مطلقًا، وألَّا تناقشيه أبدًا، وأن تصرفي انتباهك عنه تمامًا، هذا هو العلاج الرئيسي والسلوكي.
ومجرد إرسال هذه الرسائل لنا في إسلام ويب، والتحدث عن طبيعة الوساوس التي تعانين منها، أراه نوعًا من الحوار الوسواسي، وهذا في الحقيقة أمر غير مرغوب فيه. نحن نرحب بكِ ونرحب برسائلك في أي لحظة، لكن تكرار الرسائل يعني أننا قد دخلنا فيما نسميه بالحوار الوسواسي، وهذا حقيقةً أحد مسببات استمرار الوسواس، لذا يجب أن تُغلقي الأبواب أمام الوساوس تمامًا.
العلاج الدوائي في حالتك مهم وضروري جدًا، والوساوس الكفرية على وجه الخصوص تستجيب للعلاج الدوائي بصورة ممتازة جدًا.
أنا لا أقول: إنه من المستحيل علاج الحالة بدون دواء، فالإجراءات السلوكية التي تحدثنا عنها تفيد وتساعد بصورة ممتازة جدًّا، لكن قطعًا الدواء -بإذن الله تعالى- فيه شفاء؛ وذلك لأن المكوّن الكيميائي البيولوجي المتعلق بالموصلات العصبية الدماغية، والذي ينشأ من خللها استمرار الوساوس؛ هذه لا بد أن نتصرف معها دوائيًا، أن نتصرف معها كيميائيًا، أن نعدل هذه المسارات من خلال تناول الأدوية.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا متأكد أن والدتك تريد لك كل خير، لكن -بكل أسف- انتشرت مفاهيم خاطئة جدًّا حول الطب النفسي والأدوية النفسية بين الناس، مما جعلهم يترددون في الذهاب إلى الأطباء النفسيين، أو تعريض أولادهم وبناتهم إلى أي نوع من العلاجات النفسية، هذا موقف خاطئ جدًا -أي موقف الآباء والأمهات من العلاج النفسي-، فالحمد لله تعالى الصحة النفسية قد تطورت، والآن توجد أدوية فعالة جدًا لعلاج هذا النوع من الوساوس، وحالتك بسيطة جدًا مقارنة بالحالات الأخرى.
أتمنى أن تقتنع -والدتك الفاضلة- بأهمية تناولك للعلاج الدوائي، وسيكون العلاج سليمًا وغير إدماني، ولن يؤثر على الهرمونات النسائية، وستكون مدته محدودة جدًا.
وللفائدة أكثر عن كيفية التعامل مع الوساوس راجعي هذه الاستشارة: (
2548509)
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.