حين أستيقظ من النوم أجد ذراعيّ مرفوعتين للأعلى، فما السبب؟

2024-08-28 01:13:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر 17 سنة، حين أستيقظ من النوم أجد ذراعي مرفوعتين للأعلى، كأنني معاقبة مثلاً، وهذا لاحظه أهلي أيضاً، وأنا قلقة بعض الشيء لتكرار هذه الحادثة.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

الظاهرة التي تشتكين منها ظاهرة نادرة، وقد يكون لها تفسيرات مختلفة، قد تكون مجرد سلوك نمطي، وهو ذو طابع وسواسي، يحدث في نهايات النوم، وهذا -إن شاء الله تعالى- يختفي بمرور الأيام.

في حالات نادرة جدًّا ربما يكون هذا الأمر متعلِّقاً بتغيرات معينة في كهرباء الدماغ، وهذا يجعلنا ننصحك بأن تذهبي وتقابلي أخصائي الأمراض العصبية، وليس الأمراض النفسية، ليقوم بالفحوصات اللازمة، والتي قد تشمل تخطيط الدماغ.

سيكون حقيقة من الجيد جدًّا والمفيد لك وللطبيب أن يقوم أحد الأهل بتصوير هذه الظاهرة عن طريق كاميرا التليفون، تكون لقطة فيديو مثلًا قصيرة، وتُعرض على الطبيب أو الطبيبة، ويا حبذا لو تم التصوير أكثر من مرة، هذا سيكون نوعاً من النقل الحقيقي لما يحدث، وهذا يُمكّن الطبيب من أن يضع الاحتمالات التشخيصية بصورة أفضل.

لا تنزعجي لكلامي هذا أبدًا، نحن فقط نريد أن نتحقق من كل شيء، ونتأكد أنه لا توجد أسباب عضوية لهذا الشيء، لكن أنا أكثر ميولًا أنه مجرد سلوك نمطي طقوسي متكرر، يحدث على نفس الأنماط الوسواسية التي نشاهدها لدى بعض صغار السِّن، وكذلك اليافعين.

أنت من جانبك أيضًا -أيتها الفاضلة الكريمة- أريدك أن تكوني دقيقة الملاحظة لأي روابط أو مُسبّبات لهذه الحالة، هنالك ما نسميه بالروابط أو المثيرات أو المسبّبات، التي قد تكون مرتبطة بظاهرةٍ مثل هذه الظاهرة التي تشتكين منها، مثلًا: هل هنالك علاقة لهذه الظاهرة مع الإجهاد الجسدي أو الإجهاد النفسي، أو لها علاقة بالسهر، أو لتناول كميّات زائدة من الشاي أو القهوة؟

أريدك أن تعرفي ما هي الروابط، وما هي الأحوال التي يكثر فيها ظهور هذه الظاهرة، هذه أيضًا من الأشياء المهمة جدًّا، والتي تعطينا صورة أوضح للحالة لمعرفتها وتشخيصها على وجه الدقة.

عمومًا أنا أريدك أن تتجاهلي هذا الأمر، طبعًا التجاهل لا يعني ألَّا تذهبي إلى طبيب الأعصاب، لا، اذهبي إلى طبيب الأعصاب، لكن التجاهل الذي أقصده ألَّا تهتمّي بها، لأن الاهتمام الشديد لمثل هذه الظواهر قد يجعلها تستمر.

أنا أُقدّر أنك قلقة حول الموضوع، لكن التجاهل والتغافل من الوسائل العلاجية الممتازة جدًّا لكثير من الحالات، خاصةً هذه الحالات الغير مفهومة على وجه التحديد.

سيكون من الجميل أيضًا أن تكوني مسترخية قبل النوم، تكوني في حالة استرخاء وفي حالة ارتياح، وتحرصي على أذكار النوم، والاسترخاء يمكن أن يكون من خلال تطبيق تمارين التنفس، تمارين الشهيق والزفير، بقوّة وبطء وتدرُّج، فيها فائدة كثيرة جدًّا، ويمكن أن تستعيني بأحد المواقع على اليوتيوب، والتي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وإن شاء الله لا تقلقي أبدًا، وحاولي أن تكوني مجتهدة في دراستك، وتُحسني إدارة وقتك، وتكون لك مشاركات أسرية إيجابية، وطبعًا بر الوالدين يجب أن يكون على رأس هذا الأمر، وأحسني إدارة الوقت، دائمًا نحن نوصي بهذا؛ لأن الذي يُحسن إدارة وقته يُحسن إدارة حياته، وإن شاء الله تعالى سيُؤدي هذا إلى التفوق والنجاح.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

www.islamweb.net