هل أتخلى عن مشاريعي وأحلامي بسبب غيرة صديقتي؟
2024-08-19 01:03:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
منذ الصغر وأنا أخاف من الناس، ولدي رهاب اجتماعي، ولا أتحدث أمام الناس كثيراً، وأظل صامتة.
منذ ٤ أشهر فكرت بمشروع، ولدي صديقة، والدتها بدأت بنفس المشروع، فهل أتركه أم أبدأ؟ أخاف أن صديقتي ووالدتها تنزعجان مني، ويحسون أني بدأت المشروع لما رأيتهم، فكرت أن أبدأ بمشروع آخر، لكن أحس أن صديقتي لا تحب أن أبدأ كما هي بدأت، مع العلم أنني أحتاج لهذا المشروع، فماذا أفعل؟
بالمناسبة: صديقتي هذه انزعجت مني لما زوجي سمى نفس الاسم الذي كانت تريد أن تسمي به أول ولد يأتيها، وهي لديها بنات، تأثرت وشرحت لها أن زوجي سمى الاسم على عم زوجي المتوفى، لكن بلا جدوى، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نتفهم تمامًا مشاعرك والقلق الذي تشعرين به، ولكن يبدو أن لديك بعض أعراض الرهاب الاجتماعي (Social Anxiety Disorder)، وهذا يؤثر على تفاعلك مع الآخرين، ويجعلك تشعرين بالخوف من أن تكوني محط انتقاد أو إزعاج للآخرين، وقد يتداخل هذا القلق مع حياتك اليومية وتفاعلاتك؛ مما يؤدي إلى تجنب مواقف معينة قد تكون مفيدة لك.
بالنسبة للمشروع، من المهم أن تعرفي أن الله قد كتب لكل إنسان رزقه وأقداره، وأن عملك واجتهادك لن يؤثر سلبًا على رزق الآخرين، وإذا كان هذا المشروع مهمًا لك ويساعدك في تحقيق أهدافك الشخصية أو المادية، فلا ينبغي أن تتركيه خوفًا من ردة فعل الآخرين، حتى لو كانوا أصدقاء.
بخصوص صديقتك، قد تكون هذه المشاعر ناتجة عن غيرتها أو رغبتها في التميز، لكن هذا لا يعني أنك يجب أن تتخلي عن أحلامك أو مشاريعك، حاولي التحدث معها بشكل صريح وودي، أو ابدئي المشروع برفق وبدون إعلان كبير، إذا كان ذلك سيشعرك بالراحة، وتذكري أنه من المستحيل إرضاء الجميع، والأهم هو أن تكوني راضية عن نفسك وعن قرارك، وتذكري قوله تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) (هود 6) أي أن رزق كل شخص مكتوب ومقدّر من عند الله، فتوكلي على الله، وابدئي فيما ترينه مناسبًا لك ولحياتك.
من المهم أيضًا العمل على تعزيز ثقتك بنفسك، ومواجهة مشاعر الرهاب الاجتماعي، وهذا يتطلب منك قدراً من الشجاعة والمواجهة، وتذكري دائمًا أن الله يحب المؤمن القوي، فلا تدعي الخوف يمنعك من تحقيق أهدافك.
نسأل الله أن يوفقك، ويرشدك إلى ما فيه خير لك في الدنيا والآخرة.