غير راضية عن طريقة حياتي ولم أستطع التغيُّر.. أرشدوني

2024-08-12 01:30:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية، وحياتي سيئة، لا أبر أمي، ولا أحافظ على صلواتي كما ينبغي، وكل تصرفاتي يدخل فيها إعجابي بنفسي والرياء، ولا ألتزم بأي جدول أضعه، ولا أستطيع الدراسة ومراجعة القرآن، حياتي في هاوية، ولا أستطيع أن أقاوم النوم، أنام 12 ساعة، وكل يوم أدعو الله أن يصلح حالي، هذه الحالة منذ أكثر من 4 سنوات، أحاول أن أغير من نفسي، وأدعو الله، ولكن الأمر يزداد سوءًا، وأوشكت على الجنون.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عرفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب.

كل ما تعانين منه -أختي الفاضلة- هو في الحقيقة مجموعة من العادات السلبية التي لازمتك لفترة طويلة، حتى أصبحت تشكل نمط حياتك اليومية، وبتغيير هذه العادات يتغير كل شيء في حياتك -بإذن الله تعالى-، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.

ولتغيير العادات السلبية، وصناعة عادات إيجابية مثمرة في الحياة، ننصحكِ بتطبيق الأمور الآتية:

أولاً: تحليل العادة السلبية: بمعنى معرفة أسبابها ودوافعها، وهل هي مرتبطة بالتوتر، أو مشاكل خاصة، أو مجرد ردة فعل لأسباب أخرى؟ وبالتالي يمكن التخلص من الأسباب التي تشكل بيئة هذه العادات السلبية، وهذا يساعدك بقوة للخروج منها، وصناعة عادات إيجابية.

ثانيًا: عليك بمزاحمة العادات السلبية بعادات إيجابية: قد يكون من الصعب عليك التخلص المباشر من الكثير من العادات، ولكن يمكن أن تضيفي عادة إيجابية في حياتك، هذه الإضافة الإيجابية ستشعرك بالنجاح والرغبة في المزيد، مهما كانت هذه العادة صغيرة أو بسيطة لا بد أن ترتبط بنوع من المكافأة، مثل: أن تقرئي أو تحفظي صفحة من القرآن الكريم، ثم بعد هذا الإنجاز تخرجين للنزهة مثلًا، أو بعد ترتيب غرفتك تجلسين وتشربين كوبًا من مشروبك المفضل، ارتباط العادة بمكافأة يحفزك للاستمرار والمداومة.

ثالثًا: التدرج والصبر: من المهم الصبر لاكتساب عادات إيجابية، ومن المهم البدء بشكل تدريجي، بالقليل ثم الكثير، والصغير ثم الكبير، وهكذا.

رابعًا: الدعم الاجتماعي: الاختلاط مع أصحاب العادات السلبية أو الإيجابية يجعل اكتسابها يسيرًا، لذلك عليك بمخالطة أصحاب العادات الإيجابية والهمم العالية.

خامسًا: التفكير والتأمل الجاد في الحياة والمستقبل، ومحاسبة النفس بشكل جاد، والتأمل العميق: فذلك يبعث على نوع من الفزع والخوف من الاستمرار عليها، لذلك عليك بمحاسبة نفسك، وطرح التساؤلات عليها مثال: إلى متى؟ ولماذا؟ وما الثمرة والنتيجة؟ ومن الخاسر من هذا الواقع السلبي؟ كل هذه الأسئلة تحفزك للتغيير والبناء.

أختي الفاضلة: الرسائل السلبية التي تتحدثين بها عن نفسك وحياتك لها دور كبير في ترسيخ الضعف والعجز فيك، ولا تزيدك إلا تراجعًا، وقد نهانا الشرع عن التشاؤم، واستخدام لغة العجز واليأس، وأمرنا بالاستعانة بالله تعالى، والسعي للتغيير بكل الوسائل، فلغة العجز ترسل لعقلك الباطن تأكيدات بعدم الجدوى من المحاولة أو المبادرة، وهذا هو العجز الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ منه، كما في الحديث: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل".

أخيراً أختي الفاضلة: لا تربطي التغيير بحدوث معجزة، أو تغيير واقع، أو شيء من حولك، ولكن عليك الآن بالمبادرة والاجتهاد الذاتي، وأول الطريق هو إصلاح علاقتك بالله تعالى، بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يعينك ويوفقك لتغيير نفسك، والتوبة النصوح من عقوق الوالدين، والتقصير في أداء الفرائض، فالعبادات لها دور كبير في تزكية النفس، وتحقيق الأهداف في الحياة، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}.

نسأل الله أن يوفقك للخير ويدلّك عليه.

www.islamweb.net