هل أعمل في الوظيفة التي أحبها، أم أتفرغ لرعاية أطفالي؟
2024-05-12 23:58:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزيتم خيراً على استشاراتكم.
أنا زوجة وأم لطفلين، تزوجت مبكراً أثناء دراستي الجامعية بكلية الصيدلة، بتخصص دكتور في الصيدلة، والذي كانت مدته 7 سنوات، رزقت خلالها بطفلين، أحدهما بعمر 4 سنوات، والثاني بعمر سنة ونصف. تخرجت العام الماضي وقدمت لوظيفة في المستشفى، وكنت قد تدربت في هذه المستشفى خلال دراستي، وأغلب الصيادلة هم من النساء، وقُبلت، ولكني في حيرة كبيرة: هل أكمل وأتوظف، أم أبقى في البيت مع أطفالي؟!
زوجي لا يمانع من عملي، ولكنه غير متحمس له مع وجود أطفالي، وأنا أحب تخصصي، وكنت -ولله الحمد- متفوقة فيه، ولكني في حيرة حالياً!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحُسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يحفظكم وأن يحفظ الأطفال، وأن يُقدّر لك الخير، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
لا شك أن العمل في الصيدلة في وسط فيه نساء أمرٌ لا إشكال فيه، ونسأل الله أن يُعينك على أداء الوظيفة على الوجه الأتم، وأرجو قبل ذلك وبعده وأثناءه أن تؤمّني مصلحة الأطفال، كأن تقوم والدتك أو والدة الزوج إلى جوارهم، أو ترتّبي مع زوجك بحيث توفّرون الرعاية لهؤلاء الأطفال، ونحن نقترح أن تثبّتي نفسك في الوظيفة، ثم بعد ذلك تأخذي إجازة، وريثما تربي أو تساعدي الأطفال، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.
على كل حال: قرار العمل هو قرار يحتاج منك إلى استخارة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعلِّم أصحابه الاستخارة كما يُعلمهم السورة من القرآن، وهذا دليل على أهمية الاستخارة، ثم عليك أن تشاوري الزميلات والأخوات، ثم تتفقي مع زوجك على خطة موحدة، فإذا وفّر لك ما يُؤمِّن هؤلاء الصغار، أو بادلك وشاركك في المهام، أو يمكن أن يقوم بأمر الأطفال في أوقات غيابك؛ فأرجو ألَّا يكون هناك إشكال، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير.
نحب أن نؤكد أن مصلحة الأطفال تُقدَّم إذا ترتّب على الوظيفة تضييعهم، فهم أغلى ما نملك، لأنهم امتداد لعملنا الصالح، وعمومًا الأمر بينك وبين زوجك، والقرار الناجح هو الذي تكون فيه دراسة شاملة للأوضاع، وطرح بدائل، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولكم النية والذريَّة.
والله الموفق.