الصمود في وجه المغريات في ظل العادات التي تصعب الزواج
2006-06-21 10:48:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماذا يفعل شاب في مثل سني وفي ظل وجود كل هذه الفتن، وبعد أن أصبح الزواج مجرد عادة اجتماعية لا تراعي حاجة الشباب إلى العفة، فقد أصبح للزواج شروط غير شرعية، فبعد أن قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا فقراء يغنكم الله) أصبحت المادة هي الأساس.
ماذا أفعل وأنا أجاهد نفسي حتى الموت حتى لا أقع في الرذيلة، فقد بت أرهق نفسي وجسدي حتى لا يستجيب لغرائزي، حتى أدى بي الأمر أن مرضت بارتفاع ضغط الدم وأنا في هذا السن فماذا أفعل؟ خصوصاً وأني وجدت التي أريدها للزواج، ماذا أفعل وأنا أخشى السخرية مني من قبل العائلة لمجرد طرح هذا الموضوع لاعتبارات اجتماعية بالية؟ وأيضاً كون هذه الفتاة من بلد آخر.
أنا سلمت أمري إلى الله فبدأت أقوم الليل، وأنا أدعو الله بأن يفك كربي وحتى أني بدأت أدعو الله أن يجعل تلك الفتاة من نصيبي (بذكر اسمها ولا أعرف إن كان هذا جائزاً أم لا).
أنا صابر على هذا الابتلاء ولكن لماذا أصبر على الجهل وعلى أنانية المجتمع؟
لا أدري إن كان ما كتبته سؤالاً أم هو بوح بما في نفسي خصوصاً أنه ليس هناك شخص أستطيع التحدث معه في هذا الموضوع لا قريب ولا بعيد.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظك، وأن يسدد خطاك، وأن يهديك رشدك، ويرزقك طاعة مولاك، ولن يخيب الله شاباً يصلي الليل ويدعو ربه، فكن مع الله ولا تبالي، وأبشر فإن الله يحب المتطهرين ويحب المحسنين، وهو سبحانه وتعالى مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
وأرجو أن تعلم أنك مأجور على جهادك، وعلى صمودك في وجه المغريات، وأن لك لعقلاً، وأرجو أن لا يسلمك إلى شر، فاستعن بالله، وأشغل نفسك بما يرضي الله، ولا يخفى على أمثالك أن الله جعل العفة سبيلاً لمن يصعب عليه الزواج، وقد قال سبحانه وتعالى: (( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ))[النور:33].
ومما يعينك على العفاف -بعد توفيق الله- مراقبتك لله، وبعدك عن كل ما يغضب الله، وغضك لبصرك، وذكرك لربك، وخوفك على نفسك.
وقد وجه رسولنا صلى الله عليه وسلم معشر الشباب بالزواج، ثم حرضهم على الارتباط بصاحبة الدين؛ لأن المال بلا دين وبالٌ على أهله، والحسب والنسب لا يفيد إلا إذا كان صاحبه ممن يطيع ربنا المجيد، وقد رفع الإسلام سلمان الفارسى، ووضع الشرك أبا لهب العنيد، فكان رغم شرف نسبه في الحضيض، وإذا تمسكت بالدين فلن يصعب عليك وجود من تطلب صاحب الدين، وليست العبرة بما عليه الناس، ولكن العبرة بما يرضي رب الناس.
ونحن ننصحك بأن تبدأ خطوات عملية، فتجمع ما تستطيعه من متطلبات الزواج، وأبشر فإن الله يعين طالب العفاف، ثم أبحث عن صاحبة الدين، ولن يُلام من أدى ما عليه، فاعقلها يا بني وتوكل.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الأرزاق بيد الله، وأن المرأة تأتي برزقها، والعاقل يفعل الأسباب ويتوكل على الوهاب، وكان ابن مسعود رضى الله عنه يقول: التمسوا الغنى في النكاح. يتأول قول الله: (( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ))[النور:32].
وليست العبرة بكثرة الرزق، ولكن العبرة ببركته وكونه من الحلال الطيب، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، ونعم الله مقسمة بين عباده، فهذا أعطي مالاً وحرم العافية، والآخر أعطي أموالاً وعافية وحرم الولد، فسبحان من يعطي ويمنع، ويهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور.
ونحن نرحب بك في موقعك، ونشاركك الدعاء واللجوء إلى رب الأرض والسماء، ونحن إلى جوارك في السراء والضراء، فلا تبال بسخرية الجهلاء التي لم يسلم منها حتى الأنبياء .
ولا مانع من ذكر اسم الفتاة المقصودة عند الدعاء، ولا أظنك بحاجة للذكر؛ لأن الله مطلع على نيتك، وكل ما تفعل في الجهر أو الخفاء، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الرضوان والهناء، وأن يسهل أمرك، ويصرف عنك السوء والفحشاء، وأن يرزقك الزوجة الصالحة، التي تنسيك أيام الشقاء ويعينك على طاعة رب الأرض والسماء .
والله الموفق.