زوجي يجرحني باستراق النظر للفتيات، كيف أتعامل معه؟
2023-11-28 00:29:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر 22 سنةً، وزوجي 28 سنةً، مر على زواجنا 7 أشهر، وأدعو الله بدوام العشرة والمودة والرحمة بيني وبينه، وبين كل بيوت الأمة الإسلامية، زوجي إنسانٌ يصلي، يقرأ القرآن، وأنا دائماً أرشده لكل الأمور الدينية باتباعها، ونحاول أن تكون كل خطانا على سنة الله ورسوله، لكني أعاني من مشكلة معه، دائماً أحثه على غض البصر؛ نظراً لأن رؤيته لغيري يضرني، وأنّ هذا الأمر بغض البصر من الله.
عندما أراه ينظر لغيري لا أتحكم بمشاعري، أواجهه، أسأله لماذا تنظر لغيري أو لفتاة معينة؟ لا أخفي ألمي وغيرتي وبكائي، لكنه يشتمني وينكر، يقول لي: أنت مراهقةٌ، رغم أني لا أقصر من ناحيته، أبديه كل الحب والاهتمام، ولكن عندما يصدر منه هذا التصرف يجرحني دون مراعاة، يقول لي: أنا لا أنظر؛ حتى لو أنني رأيته بعيني، فكيف سيكذّب الإنسان ما رأته عيناه؟
لا يعترف، ويشتمني، يقول أنت مراهقةٌ، أنت مريضةٌ نفسيةٌ، أنا نادم لأني تزوجتك، يقارنني بالأخريات، يقول لي: بأنهن يعجبنه وينظر إليهم دون شعور، كما أصبح غير مهتمٍ بي، ولا يحن قلبه عليّ!
أقسم بالله أنني تعبت، ماذا أفعل؟ هذا ما يحدث، وأكثر من هذا حدث لي بالأمس، تركني أمام المتجر وذهب ليشتري بعض الأغراض، تأخر ثم دخلت فكان ينظر لفتاة، ويتفقد إن كان يراه أحدٌ ما لينظر لها بارتياح، نظرات متكررة، عندما سألته قال: ربما أعجبتني! فعلت ذلك بلا شعور، ماذا يعني هذا؟ لربما هذا سبب التغير، تعجبه الأخريات في الخارج، أهذا ما يغيره، وهو سبب عدم الاهتمام والانجذاب لي؟!
أصلي وأدعو الله له دائماً بالصلاح والهداية والثبات.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابنتنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحُسن العرض للسؤال، ونحيي ثناءك على الزوج بأنه يُصلي ويقرأ القرآن، وسعدنا بأنك تُرشدينه في الأمور الدينية، فكوني عونًا له على الخير والطاعة، ونسأل الله أن يُعينه على غض بصره استجابة لأمر الله القائل: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30].
وغيرتُك في مكانها، لكن أرجو أن تكوني عونًا له، وألَّا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، واعلمي أن الذي يفعله خطأ ومحرّم شرعًا بلا شك، ولكن قد يحتاج إلى بعض الوقت حتى يتخلص من هذا الأمر، فكوني عونًا له أولاً بالاهتمام بنفسك، والتزيُّن له، والاهتمام بالحق الشرعي، والاهتمام بزينتك، والاستمرار في التذكير بالله -تبارك وتعالى- ومراقبته، ولا نريد أن يحصل مثل هذا الاحتكاك والكلام والإساءة؛ فإن الطبيب إذا عرف المرض لا يُعيد الفحص ولا يشتم المريض، إنما يسعى في علاجه.
ومسألة إطلاق البصر في الغاديات الرائحات هذه عادة إذا تعوّدها الإنسان قد يحتاج إلى وقت طويل من أجل أن يتخلص منها، ونحن بلا شك نرفض تبريره وكلامه الذي ذكره، ونتمنّى أن تطلبي منه أن يتواصل مع الموقع حتى نساعده على التخلص من هذه الآفة وهذه المصيبة.
ونريد أن نقول: هذا النظر فعلاً محرّمٌ، لكن ينبغي ألَّا تتخذي هذا سبيلاً لتصعيد المشاكل وزيادة التجسس عليه والمتابعة له؛ لكن بما أنك عرفت المرض فدعينا جميعًا نتعاون في علاجه ومساعدته وتذكيره بالله -تبارك وتعالى-، وإذا كان يُصلي ويقرأ القرآن فإن أمر العلاج سيكون سهلاً -بإذن الله- وأنت من جانبك لا تُقصّري في القُرب منه والاهتمام به، ولا تقفي عند الأمور الصغيرة، واعلمي أن النظرة الأولى ينبغي أن يصرف بصره، كما سأل جرير عن نظر الفجأة فقال له صلى الله عليه وسلم: (اصرف بصرك) وقال لعلي رضي الله عنه: (يا عليُّ ! لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرَةَ، فإنَّ لَكَ الأولى ، ولَيسَتْ لَكَ الآخرَةُ).
فهناك توجيهات يحتاج إلى أن يسمعها من إخوانه معاشر الرجال، فشجّعي تواصله مع الموقع، وركّزي على الأمور الجيدة فيه، وكوني عونًا له على التخلص من هذه المعصية، نكرر: هذه معصيةٌ، نحن لا نُقرُّ ما يحصل، ولكن لا نريد أن نُعالج الخطأ بالخطأ وبالتوتر وبالشدة، والاتهام والتجسس والمتابعة؛ لأن هذا يُعقّد الأمور أكثر، وهو يحتاج إلى توجيه، فأرجو أن يتواصل مع الموقع، حتى يسمع التوجيهات ونسمع وجهة نظره، ثم يسمع الكلام الذي يُرضي الله تبارك وتعالى.
ونريد لمثلك الفاضلات التي تنصح زوجها وتُذكّره بالله أن تكون أيضًا واثقةً بنفسها، ولا تجعل هذا الأمر وسيلةً لتعكير صفو البيت، واعلمي أن نفيه وإنكاره عملٌ إيجابيٌ منه؛ لأن الذي يُنكر الشيء القبيح معنى هذا أنه يُدرك أنه قبيح لكن بالجدال، وكذا أصبح يقول الكلام أنه أعجب بهم أو كذا، هذا كلامٌ مرفوضٌ شرعًا، لكن نعتقد أن كثرة الجدال وكثرة الاتهام وعدم تصديقه هو الذي دفعه إلى أن يتمادى، ونحن لا نكذّبك، لكن لا نريد أن نقول بعد أن يقول: (ما رأيتُ، ولم أر): (لا، أنت رأيت)؛ لأنه سيقول: (سأرى وسأفعل)، لا نريد أن يصل لهذه المرحلة.
إذًا ذكّريه بالله، وأكثري له من الدعاء، وشجعي تواصله مع موقعكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية والسداد.