زوجي المغترب لا يرسل لي مصاريف ويريد أن يتزوج بأخرى، فكيف أتصرف؟
2023-09-13 00:24:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولدي ابن، زوجي مغترب منذ سنتين، وتركني في بيت أهلي، بلا مسكن ولا مصروف شهري، علماً أنه يرسل مصروف ابنه فقط، ودائماً يعتذر بأن وضعه المادي صعب، ولا يقدر أن يوفر لي بيتاً ولا مصروفاً، وأنا صابرة على وضعه، وكل مرة يقول أنه سيرجع لبلاده، ولا يرجع.
قبل ثلاثة أشهر أرسل لي يقول: إنه سيتزوج زوجة ثانية من بنات البلد الذي هو مغترب فيه، لأجل أن يصلح وضعه المادي، ويجتمع بنا أنا وابنه، وبعد زواجه سيأخذنا عنده، وأسكن معها في نفس البيت.
أنا رفضت الموضوع رفضاً قاطعاً، وطلبت الطلاق، لكن الكل اعترض، زوجي وأهلي وأهله رفضوا فكرة الطلاق، خصوصاً أن بيننا طفلاً، وكلما طلبت منه مصروفاً، غضب وقال ليس معه نقود، علماً أنه يفكر بالزواج من أخرى.
أنا ضائعة، لا أعرف كيف أتعامل معه! للعلم أن أكثر من مرة طلبت منه إما الرجوع، أو يأخذني عنده، لكنه يرفض، ويعتذر بسبب وضعه المادي، انصحوني، وأفيدوني، كيف أتصرف وأتعامل معه في هذه الحالة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيسان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك، وأن يرده إلى الحق والخير والصواب، وأن يُعينه على تحمُّل مسؤولياته كزوج، فإن الإنسان إذا تزوج فعليه أن يُنفق على زوجته، ويُنفق على ولده، والأصل أن تكون الزوجة مع زوجها، ولا يجوز أن يُطيل الغيبة عنها إلَّا برضاها وبالاتفاق على ذلك، ونسأل الله أن يُعينك على الصبر.
مع ذلك نحن لا نؤيد فكرة الاستعجال في طلب الطلاق، بل طالبيه بأن يقوم بواجباته كاملة، وكلام أهلك وأهله في مكانه، فليس هناك مصلحة في الاستعجال في طلب الطلاق، طالما كان بينكما طفل، وأرجو أن يكون للكبراء والعقلاء أيضًا دور في إقناعه، والكلام معه في مثل هذه الأمور.
كونك تغضبين هذا طبعًا طبيعي، لا توجد امرأة ترضى بأن يتزوج عليها زوجها، وهو في الأصل مقصّر في الوفاء بالتزاماته، ولكن مع ذلك نكرر رغبتنا في عدم الاستعجال في مسألة الطلاق، حفاظًا على هذه العلاقة الزوجية وعلى هذا الطفل، ونسأل الله أن يُعينه على تحمُّل المسؤوليات، ونتمنّى أن تشجعيه حتى يتواصل مع الموقع، حتى يسمع النصيحة من إخوانه الخبراء من الرجال، ومن طرفٍ مُحايد، لعلَّنا نستطيع أن نؤثر عليه بتوفيقٍ من الله تبارك وتعالى.
نرجو أيضًا أن تجتهدي في حُسن تربية هذا الطفل، فإنه رأس مال لك وله، وامتداد لعملكما الصالح، وإحسانك لهذا الطفل وقيامك بواجبك تجاهه ممَّا يُجبر الزوج ويُجبر الجميع على أن يكون معك بهذا النجاح والحرص، وأنت تربحين بذلك الدنيا والآخرة.
أكرر نصيحتنا بعدم الاستعجال، وإتاحة فرصة لتدخُّل العقلاء والفضلاء والناصحين والدعاة، ونسأل الله أن يهدي زوجك إلى الحق والخير، وأن يجمع بينكما على الخير.