لدي وسواس قهري وقلق شديد، وأحتاج لخطة علاجية.
2023-07-13 02:30:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أحسن الله إليكم أعضاء موقع إسلام ويب، وكتب الله أجركم.
قبل 11 سنةً انتابني خوف من الإصابة بالجنون، وأفكار مزعجة، لكن بعد أن توظفت خارج مدينتي في الغربة، ازداد الخوف جداً، وخفت من أن أنسى الأشخاص الذين تعرفت إليهم، ولمدة شهرين عشت حياةً سيئةً جداً، سيطرت فيها علي وساوس في الطهارة والعقيدة، والأفكار المزعجة، وبعد أن راجعت أكثر من دكتور، عرفت أنني أعاني من الوسواس القهري الشديد المصحوب بقلق، فارتحت.
كما أنني أعاني من تشتت التركيز بسبب السرحان، وتم صرف البروزاك 3 حبات، ولم أشعر بتحسن، فتم تغيير الدواء إلى الأنفرانيل 100م، وتحسنت عليه، ولكن الطبيب أراد أن يزيد الجرعة فرفضت؛ بسبب أعراضه الجانبية، مثل: الخمول، والتثاؤب، ثم غيرت إلى السبرالكس، ثم غيرت إلى سيروكسات، وكان التحسن لا يتجاوز 30 أو 40 % من الأنفرانيل.
والآن مضى علي ثماني سنوات بدون أدوية؛ فلقد اتبعت برنامج الخبير النفسي 2 السلوكي، وتعلمت منه فن التجاهل، وعدم النقاش، وعدم التفكير بالوسواس، والانشغال بالحدث، وتحسنت بنسبة 50 % منه، وأنصح به الموسوسين.
والآن يوجد أنافرانيل 75 xr، أعراضه الجانبية أقل من الأنافرانيل السابق، وأريد استعماله مع العلاج السلوكي، كما أريد خطةً علاجيةً، يكون العلاج الأساسي الأنافرانيل بما أنه توفر xr، ولا مانع من إضافة علاج داعم.
الوساوس كثيرة، ويصعب حصرها في السؤال، لكننا نتصارع، فتغلبني أحياناً، وأغلبها أحياناً بالتجاهل،
كما أنني بعد 3 أشهر ونصف مقبل على دراسة الماجستير.
وفقكم الله، وأحسن الله منقلبكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: أرجو ألَّا تعيش أبدًا مع الوساوس القهرية، وأن تقرر ألَّا تكون الوساوس جزءًا من حياتك، وأحسب أنك على هذا النهج، والدليل أنك تريد أن تتعالج منها.
طبعًا البرامج السلوكية مهمّة، ويجب أن تكون منهجًا للحياة، فأرجو -يا أخي- أن تستمر مع برامج الخبير النفسي 2، وأنا أرى بأنها مفيدة جدًّا.
وفي ذات الوقت اجعل نمط حياتك نمطاً إيجابياً، وذلك من خلال: حُسن إدارة الوقت، وممارسة الرياضة، وتجنُّب السهر، وأن تكون دائمًا صاحب مُشاركات ومبادرات اجتماعية إيجابية، وأن تطور نفسك في عملك؛ فهذا كله سيُساعد كثيرًا على تضييق الخناق على الوساوس؛ لأن المقدرات المعرفية، وطريقة التفكير عند الإنسان توجَّه لأشياء أخرى أكثر فائدة.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى بأن عقار (أنافرانيل Anafranil) هو عقار جيد جدًّا، وجرعة 75 ملغ منه هي جرعة جيدة، وكما تفضلت الأنافرانيل (XR) بالفعل آثاره الجانبية قليلة.
لا مانع أن تتناول الأنافرانيل بهذه الجرعة ليلاً، وبعد ذلك يجب أن تدعمه بعقار (ريسبيريدون Risperidone) واحد مليجرام ليلاً، أو عقار (إريبيبرازول Aripiprazole) 5 ملغ صباحًا؛ فأحد هذين الدوائين سوف يكون داعمًا جيدًا.
يُضاف إلى هذا التدعيم تناول الـ (بروزاك prozac/ الفلوكستين Fluoxetine)، البروزاك بجرعة 20 ملغ لمدة شهرٍ، ثم تُرفع إلى 40 ملغ، أنا أعتقد أن هذه الجرعة ممتازة جدًّا، وخاصةً حين يتناولها الإنسان مع الأنافرانيل.
أعرفُ أن لديك تجربة سابقة سلبية مع البروزاك لوحده، لكن قطعًا البروزاك زائد الأنافرانيل، زائد الريسبيريدون أو الإريبيبرازول؛ فإنها تعتبر هي الخلطة الممتازة جدًّا لقهر الوساوس القهرية.
وأنا أنصحك بذلك، وإن كنت لا تحب أو لا تستسيغ البروزاك، فسيكون البديل الآخر هو عقار (سيرترالين Sertraline)، والذي يُعرف باسم (زولفت Zoloft)، والزولفت أيضًا عقار فعّال جدًّا، خاصةً حين يتم تناوله مع الأنافرانيل، والجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة -أي 25 ملغ- صباحًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبةً واحدةً -50 ملغ- صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها 100 ملغ صباحًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 50 ملغ صباحًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وتتواصل مع المعالجين، هنا معنا في إسلام ويب، أو تتواصل مع طبيبك.
فإذًا التركيبة العلاجية يجب أن تكون تركيبةً ثلاثيةً، وهذا سوف يفيدك كثيرًا، خاصةً وأنه -بفضل الله تعالى- أرى أن لديك دافعيةً ممتازةً نحو العلاج السلوكي والتغيُّر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.