كيف أتصرف في خيانة خطيبي لي؟
2022-08-30 00:01:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا مخطوبة لشخص يعلم الله أني ما قصرت معه في أي شيء، وأن عمري ما حرمته من عطف أو حنان أو احتواء، وهو يشهد بذلك، وفي يوم اكتشفت خيانته لي مع بنت عن طريق مكالمات وصور ومحادثات، ومن بعدها لا أعرف ما الحل، هل المواجهة أم السكوت؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختنا الكريمة الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يسترك، وأن يبارك فيك، وأن يصلح حال زوجك، وأن يهديه الله تعالى، إنه جواد كريم.
أختنا الفاضلة: ما المراد من قولك: أنك مخطوبة؟ هل تقصدين الخطبة بمعنى أنه مجرد وعد بالزواج؟ أم أنه عقد العقد وهو زوجك لكن لمّا يدخل بك؟
إن كنت تقصدين أنه مجرد خاطب، فهذا يعني أنه أجنبي عنك، وعليه فلا نفهم جملتك (وأنا عمري ما حرمته من عطف أو حنان أو احتواء، وهو يشهد بذلك) إذ أن الخاطب أختنا هو رجل أجنبي، ووصله بالعطف والحنان حرام شرعا، إلا أن تقصدي أن هذا بمجرد الكلام، ولو كان كذلك، فالأمر في الشريعة له ضوابطه حتى يعقد عليك.
وعليه فإن كان الشاب مجرد خاطب، فإنا نرجو منك أن تراجعي هذا الأمر بالكلية، وأن تتأكدي من تدين الخاطب وخلقه، فإن الزواج الصحيح هو ما يبنى على الدين والأخلاق، ونرجو أن تشركي والدك أو والدتك أو من تثقين في دينه وعقله ليتأكدوا لك من تدين الشاب وأخلاقه، ومن ثم تأخذي القرار الصائب بعد الاستشارة والاستخارة.
أما إن كنت تقصدين أنه خاطب بمعنى عاقد، وهو في حكم الزوج إلا أنه لم يدخل بك، أو أنه زوج على الحقيقة، وقد أخطأت التعبير فهذا جوابنا:
أولا : ما وقع فيه العاقد أو الزوج - إن كنت متأكدة منه - فهو أمر محرم لا نبرره ولا يرتضيه الدين، لكن هذا لا يدفعنا إلى تضخيم الخطأ، فكما أننا ضد التبرير فكذلك نحن ضد التضخيم، ولا بد عند الحكم في مثل هذه الأمور أن نفرق بين:
1- الخطأ والخطيئة.
2- بين الاعتراف به وعدم الاعتراف.
3- بين التوبة منه والإصرار عليه.
4- بين من تاريخه يشفع لها ومن اعتاد على هذا السلوك.
هذه الأمور أختنا يجب أن نضعها قبل أن نأخذ أي قرار سلبي.
ثانيا: ليس من شرط الصالح ألا يقع في المعصية قط، فالعصمة للأنبياء دون غيرهم قال تعالى معددا بعض صفات أهل الجنة: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ" [آل عمران:135] أَيْ: إِذَا صَدَرَ مِنْهُمْ ذَنْبٌ أَتْبَعُوهُ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ.
من صفاتهم: التوبة، عندما يقع منهم ذَنْبٌ يُبادرون بالتَّوبة، الإنسان ليس معصومًا من الخطأ: كلُّ بني آدم خطَّاء..
ثالثا: من حقك أختنا مواجهته والحديث معه، لكن نخشى أن ينتكس الحال، أو يدخل في دور عناد، أو يرى أن الأمر قد مر على ما هو عليه وأن الثقة التي كانت يوما ما حامية لم تعد موجودة، فيدفعه ذلك إلى تجاوز الحد، والانتقال من سيء الكلام عبر الوسائط إلى غير ذلك.
رابعا: لو أردت منا النصيحة لقلنا لك: تغافلي عن هذا الأمر، وأحسنى قدر جهدك إليه، واطلبي منه أن يخبرك بأي تقصير منك في أي شيء، ثم اجتهدي في زيادة معدل التدين عنده، والانخراط في أي عمل دعوي، اجتهدي أن تسمعي معه عقوبة فعل المحرمات وأثر ذلك على الأسرة، أرسلي له رسائل بطريقة غير مباشرة وغير متواصلة عن حرمة هذا السلوك، واكتمي ما وجدت في صدرك، فإن اتخذت هذا القرارا فاعلمي ما يلي:
1- هذا هو القرار الصعب لكنه هو الذي يليق بأهل الدين والحكمة.
2- لن يسلمك الشيطان لهذا القرار، وسيذكرك حتما بما مضى وسيضخم ما حدث ويضع فيه ما ليس منه، فاحذري خطواته.
3- لا تتوقعي أن يتوب الرجل من فوره، بل عليك بالصبر واجعلي هدفك الرئيس هو النجاة بزوجك.
خامسا: لا تفتشي خلفه، ولا تجعلي الشيطان يجرك إلى ما يدمر حياتك، نحن نريد أن نصلح أخانا بالدعاء والإصلاح ونجره إلى الله تعالى، وهذا يحتاج منا إلى صبر، وأول عوائق الصبر التجسس، فاتركي هذا الأمر واستعيني بالله على إصلاحه.
وأخيرا: أكثري من الدعاء له، واعلمي أن الله سميع قريب مجيب الدعوات، وعسى الله أن يهديه وأن يصلحه.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يسدد خطاك، وأن يرزقك القول الصائب، والفعل الصائب.
وبالله التوفيق.