أشعر أنني وحيدة فأنا أفتقد الدعم النفسي والسند في الحياة.
2022-04-10 05:57:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ 14 عاما، وعندي 3 أولاد -الحمد لله- ربنا أنعم علي بزوج طيب، ومسالم، ومحترم، هو شخص رياضي، وكان يلعب كرة القدم.
في أول زواجنا وكانت أكبر مشكلة معه أنه كان يفضل الرياضة علي، يعني كان لا يرغب بي لأنه دائما مشغول بالكرة، وكان يرفضني بطريقة مؤلمة، وذلك لعدم خبرته في الحياة، وبعد فترة اكتشفت أنه كان يشاهد الأفلام الإباحية، وتحدثنا وساعدته على الامتناع، الحمد لله الآن لا يشاهدها أبدا.
مشكلتني هي منذ أن تزوجنا أنه لا يتحمل مسؤولية المنزل أو الأولاد؛ لأنه يشعر بعدم الخبرة في الحياة، لا يعرف ماذا يفعل؟ وماذا يقول لهم؟ حاولت أن أرسل له فيديوات ولكنه لا يشاهدها، هو لا يريد أن يشارك، هو يلقي علي كل المهام في كل شيء.
ومنذ 3 سنوات أصبح يريد العلاقة الحميمية بشكل زائد، ويقول أن هذا ليعبر عن حبه، ولكني مع ضغوط الحياة ومسؤولية الأولاد أشعر بالضيق، وأشعر أن هذه أنانية، هو يعيش لرغباته فقط يذهب للعمل، ويأكل ويشرب، وآخر اليوم يفرغ طاقته، ولكن ليس له دور كزوج، أو أب، فأنا أفتقد الدعم النفسي، والسند في الحياة، أشعر أنني لوحدي بالرغم من وجوده الجغرافي بجواري.
كثيرا أشعر الرغبة في الانفصال، ولكن أخشى أن يكون هذا وسوسة من الشيطان، أنا الآن آخذ دواء مضادا للاكتئاب؛ لأنني دائما مضغوطة نحن في غربة، وليس معي أهلي أو أهله ليساعدوني في تربية الأولاد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع.. ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك بصلاح الزوج وبنجاح الأولاد وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
أولاً: نحي صبرك هذه المدة الطويلة، ونهنئك على النجاح في تركه تلك الأفلام الإباحية ونعتقد أن هذه خطوة في غاية الأهمية، ونهنئك أيضاً بأن هذا الزوج يحرص على أن يسعدك بالعلاقة الخاصة، ولا شك أن لها علاقة كبيرة بإسعاد الإنسان للطرفين وهي لذة قدمها الله تبارك وتعالى لنا في هذا الحياة الدنيا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينه على استكمال بقية الجوانب، وهي في غاية الأهمية بلا شك.
ولكن أنت صبرت على عصيانه لله حتى ترك المعصية، وصبرت على حياتك معه حتى رزقك بالأولاد، ونسأل الله أن يعينك على مزيد من الصبر، قطعاً نحن لا نؤيد سلبية الرجل سلبية الأب بهذه الطريقة، لكن أيضاً لا نرضى أن يكون هذا سبباً في خراب البيت أو تضييع الأولاد، وأعتقد أننا لو سألنك عن إيجابيات هذا الرجل فستخبرين أنه يوفر الأشياء المادية وأنه أيضاً يؤدي العلاقة الخاصة وأنه مثلاً يكون إلى جواركم هذه ميزات كبيرة بلا شك، وأرجو أن تتكيفي وتتعايشين مع هذا الوضع حتى يحصل التغيير؛ لأن الضغوط النفسية ووساوس الشيطان الذي يقول لماذا تنتظرين؟ لماذا تفعلين كذا؟ هذه هي التي تضايقك وإلا فنحن نريد أن نقول عن زوجك وعن كل الأزواج، وعنك وعن كل النساء نحن بشر والنقص يطاردنا، وعليه فنحن ننصح بالتالي:
أولاً: الدعاء، ثم الدعاء، ثم الدعاء.
ثانياً: رصد ما في الرجل من إيجابيات، وشكره عليها بعد شكر الله تبارك وتعالى الذي وهبك الزوج بهذه الميزات.
الأمر الثالث: الصبر على الأولاد والتلذذ بتربيتهم والعناية بهم ورعايتهم، فإن عدم قيامه بهذه الوظيفة لا يبيح لك التنازل عنها، وأرجو أن تخففين عن نفسك الضغط الذي يأتيك، واعلمي أنك مأجورة، وأن هذه أكرم مهمة تقوم بها امرأة على وجه الأرض، القيام على تربية هؤلاء الصغار الذين سيكونون إن شاء الله قرة عين لك.
ورابعاً: تستمرين في النصح له، في تدريبه على بعض الأشياء، في تحميله بعض المسؤوليات، ليس من الضروري أن تكون على الأطفال لكن ليتحمل مسؤوليات أخرى، لو سمحت أعطيني كذا، لو سمحت أفعل كذا، الأشياء العادية وأنت تفرغي لرعاية هؤلاء الصغار، تعوذي بالله من شيطاناً لا يريد أن يسعدكم ولا يريد لنا الاستقرار في بيوتنا، واعلمي أن هذه الدنيا من أولها إلى آخرها جبلت على كدر، وأنت تريدها صفواً من الأقدار والأغذاء مكلف الأيام فوق طباعها متطلب في الماء جذوة نار، فأنت خففي على نفسك الضغط الحاصل، واعلمي أن في كل بيت مآسي ومشاكل، لكن الناس يتعايشون معها ويصبرون عليها.
وأنت ولله الحمد نجحت في أمر كبير وهو أيضاً أقبل عليك إقبالاً وهو يعبر فعلاً عن نوع من الحب بالنسبة لك، وكثير من الرجال يظن أن التعبير عن الحب إنما يكون بالعلاقة الحميمية، وهذا يحتاج إلى توسيع مفاهيم أن هذا جزء من إسعاد الشريك، ولكن السعادة الحقة والمسؤولة الكبرى هي أن تكون هناك شراكة في المهام المنزلية خاصة عندما تكون الزوجة ويكون الزوج بعيدين عن الأهل الذين يمكن أن تكون منهم مساندة في مثل هذه المسائل.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية، واغتنمي فرصة رمضان في التحبب إليه وتذكيره، وفي تكليفه بمهام أخرى أنت بحاجة إلى من يقوم بها وتفرغي أنت لرعاية هؤلاء الصغار، حفظكم الله جميعاً، وأصلح لنا ولكم النية والذرية.