كيف أتعالج من الوسواس القهري والاكتئاب؟
2022-03-06 23:35:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من وسواس واكتئاب شديد وقلق، وتناولت أميتريبتيلين 25mg، وشعرت بتحسن بنسبة 40%، لكن منذ 15 يوما شعرت بتراجع قليل، كيف يمكن أن أرفع الجرعة وأستمر على علاج الوسواس والاكتئاب والأرق؟
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أنت ذكرت أنك تعاني من وسواس واكتئاب شديد وقلق، لا نعرف إن كان تشخيصك قد تم بواسطة طبيب، أم هي مجرد أعراض أنت تعاني منها، ورأيت أنها قد وصلت لدرجة المرض. الوسواس والاكتئاب - وحتى القلق - يمكن أن تكون مجرد أعراض، ولا نعتبرها مرضًا إلَّا إذا أوفت بالشروط والمعايير التشخصية الأخرى، مثلاً: كشدة الأعراض، مدة الأعراض، وما نتج عن الأعراض، هذه كلها مهمّة جدًّا.
أنا أتمنى أن تكون حالتك هذه حالة عرضية، وفي هذه الحالة نعتبرها أعراضًا وليست أمراضًا، ويمكن تجاوزها -إن شاء الله تعالى-. كن إيجابيًّا في تفكيرك، تجنّب الفكر السلبي، حقّر الفكر الوسواسي، لا تحاوره، ولا تُناقشه أبدًا، استفد من وقتك بصورة صحيحة، وأحسن إدارة وقتك.
ومن الضروريات لإدارة الوقت بصورة صحيحة وإيجابية هي: أن ينام الإنسان مبكّرًا، ويستيقظ مبكرًا، وأن يتجنب السهر، وأن يبدأ يومه بصلاة الفجر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تستفيد من فترة الصباح والبكور، فهي فيها خير كثير جدًّا، وعقل الإنسان ودماغه يكون في حالة استرخاء واستقرار تام، ويكون التركيز في أفضل حالته، ويكون الإنسان مُنشرحًا ومُقدمًا على الحياة بصورة إيجابية، في هذا الوقت مثلاً يمكنك أن تذاكر لمدة ساعة قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي، وهذا قطعًا سوف يعطيك القدرة والقوة والتفاؤل والدافعية الإيجابية لتقضي بقية يومك على أفضل ما يكون. هذه من النصائح المهمة جدًّا التي أرجو أن تأخذ بها.
وعليك بممارسة الرياضة، وعليك أن تكون شخصًا فعّالاً في أسرتك، وبارًّا بوالديك، احرص على واجباتك الدينية، يجب أن تكون لك خُطط فيما يتعلّق بالمستقبل، نعم أن تعيش الحاضر الآن بقوة، وأن تُفكّر في المستقبل بأملٍ ورجاء، وتخطيط سليم، وتتوكّل على الله، وتأخذ بالآليات والأسباب التي تُحقق لك غاياتك، وأفضل ما ننصح به: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).
أمَّا بالنسبة للدواء فالـ (أميتريبتيلين Amitriptyline) دواء جيد لتحسين المزاج وتحسين النوم، وعلاج الاكتئاب طبعًا إنْ وُجد، يمكن أن ترفع الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً، ساعة قبل النوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة شهرٍ، بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعليها عشرة مليجرامات ليلاً لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.
من المهم جدًّا أن تُطبّق الإرشادات التي ذكرتها لك، وهذا قطعًا سوف يُساعدك كثيرًا في انقطاع الوسواس والاكتئاب وكذلك الأرق. وبالنسبة للأرق: لا بد أن تُساهم في تحسين وتغيير صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري، وذكرنا تجنب السهر، ولا تتناول الشاي والقهوة - أو أي شيء من محتويات الكافيين - بعد الساعة الخامسة مساءً، واحرص على الوضوء قبل النوم، واحرص على أذكار النوم، وكذلك احرص على ممارسة الرياضة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.