أشعر بفجوة بيني وبين خطيبي ولا أجد تفسيرا لذلك!
2021-03-02 04:31:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أتمنى أن تساعدوني في مشكلتي، أنا عقدت قراني منذ شهر تقريبا، خطيبي مقتدر ماديا ومحترم، وكريم، ولكن المشكلة أننا عندما نختلف على أمر يرفض الكلام وحتى النظر إلي، ويكتفي أن يبتعد، حتى أنني أرسل له الرسائل حتى يفهم ما أريده ولكنه لا يرد، أشعر أن بيننا فجوة، أنا أحب أن أعبر له عن ما أشعر به وأخبره بكل التفاصيل، وهو ينصت ولا يرد علي، أشعر أنني أجلس مع رجل لا يعرف التعبير عن نفسه، ولا يفهم ما أقول له.
وشيء آخر بعد كل مشكلة بيننا أشعر بالضيق الشديد، لدرجة أنني أفكر بالمشكلة كثيرا، وأصر أن أرسل له رسالة فورا، وأشعر أنني أنا المخطئة الوحيدة، وأبدأ بالتفكير بأنه سينفصل عني وسيتركني وحيدة، حتى أنني أتنازل وأنسى أخطاءه وأرسل له رسالة، ويبدأ قلبي ينبض بسرعة حتى أشعر أنني سأصاب بجلطة، أو أن قلبي سيتوقف، لا أعلم ما تفسير هذا الأمر، ولكنني أعلم أنه ليس طبيعيا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأله تبارك وتعالى أن يهديك وهذا الشاب لما فيه الخير، وأن يُقدّر لكم الخير، وأن يجمع بينكم على الخير.
لا شك أن هذه المرحلة ترد فيها مثل هذه الاختلافات في وجهات النظر، ولكن أرجو أن تتعاملوا مع الأمور بمنتهى الهدوء، فإن المرحلة التي يستعدّ فيها الشاب والفتاة إلى بناء الأسرة والدخول إلى عش الزوجية تسبِقُها توتُّرات، لأن الفتاة تخاف من المستقبل الذي ستذهب إليه، والرجل أيضًا ينزعج للمسؤوليات والهمِّ في أن يكون الزواج ناجحًا، إلى غير ذلك من المشكلات، فالنفوس تُصبحُ مُهيأة لشيء من التوتر، وهذا الانزعاج طبيعي، والحمد لله طالما وُجد الميل المشترك والارتياح والانشراح فإن هذا هو الذي نبني عليه.
وحقيقةً كنَّا نتمنَّى أن تعرضي نماذج من القضايا التي حصل فيها الاختلاف، وندعوك إلى تجنُّب الإلحاح في بعض الأمور، طالما كان الخطيب محترم وكريم، وفيه هذه الميزات العالية، وأنت بلا شك أيضًا متميزة ولذلك اختارك هذا الإنسان المتميز، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، و(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
لن نستطيع أن نحكم بأنه يفهم أو لا يفهم حتى نعرف نوعية القضايا المطروحة، ونؤكد غالبًا أن الرجل يتكلم ويفهم بطريقته كرجل، والمرأة تتكلم بطريقتها كامرأة، ولذلك يحصل مثل هذا التوتر. لذلك أرجو أن تحرصي على تطوير مهاراتك في فهم الرجال، من خلال فهمك لإخوانك وأخوالك وأعمامك – يعني المحارم – ثم من خلال فهمك لهذا الرجل، فكلُّ رجل نموذج مختلف، وهو عليه أيضًا أن يسعى لفهم طبائع النساء من خلال التعرُّف على أخواته وعمَّاته وخالاته، ثم يأتي لفهمك أنت كشخصية متفرِّدة وضعك الله تبارك وتعالى في طريقه.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدكم، وهذا الضيق الذي يحصل بعد التوتر طبيعي، لكن نتمنَّى ألَّا يزيد عن حدِّه، ونتمنَّى أيضًا إيقاف مثل هذه القضايا التي يحدث فيها الخلاف، ونؤكد ونبشّرُكم بأنَّ في بداية الزواج ستتلاشى كل هذه الخلافات التي ربَّما يكون بعضها لتدخُّلات، أو من أجل رعاية عُرف اجتماعي أو نظام اجتماعي في البلدة التي أنتم فيها.
نسأل الله أن يُقدّر لكم الخير، وأرجو ألَّا تُعطي الأمور أكبر من حجمها، ونتمنَّى أن يكون هناك تفادي لأسباب الخلاف في الأصل، لأن هذا هو أقصر طريق لجلب الطمأنينة والراحة، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، وأعتقد أن الأمر طبيعي، ولا مانع من أن تعرضي نفسك على طبيبة، وقبل ذلك حافظي على أذكار الصباح والمساء، واقرئي الرقية الشرعية على نفسك، نسأل الله لنا ولكم التوفيق.