هل نكمل مراسيم الزفاف أم ماذا نفعل؟ فأنا حائرة في أمر الفتاة؟
2021-01-28 05:30:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابني وهو يدرس في الجامعة خطبت له زميلته، أبواها منفصلان منذ أن كانت هي وأختها أطفالا صغارا، وتزوجت الأم، وتزوج الأب، وأخذ أطفاله معه، ورباهم إلى أن دخلوا الجامعة، وقد هربت البنتان من بيت أبيهما للعيش في بيت والدتهما، واكتشف الأب ذلك، وقال من وقتها إن بناته ماتوا، ولم يراهن ولم ينفق عليهن منذ 4 سنوات، وكذلك البنتان.
تولى جدهما لأبيهما الإنفاق عليهن بجزء يسير، وتزوجت إحدى البنتين من رجل متزوج، وخطب ابني الأخرى، وبعد الخطبة فوجئنا بانتقال الأم لبلدة زوجها تاركة المخطوبة بمفردها بشقتها، وقد حولت المخطوبة الشقة سكنا للطالبات، واشتغلت في عمل ديكور لأفراح زميلاتها، وكنت أعاتبها على شيء بسيط وجدت منها سوء الخلق في الرد، إلى جانب كل هذه الظروف، فطلبت من ابني فسخ خطوبته منها، ولكنه متمسك بها، خصوصا أننا وافقنا على الخطبة تحت ضغط شديد، وطلبنا منها أن تستسمح أبيها قبل الخطوبة وبعدها فلم تقبل، ونحن رافضون وضعها الماضي والراهن، خصوصا أن والدها يرفض أن يكون وليا لها عند الزواج، وهو لم يرفض ابني ولكنه على خلاف شديد مع بناته، لم ولن يحل ويريدوا أن يكون جدها لأبيها هو وليها، وأنا أرفض الموضوع برمته.
وللعلم بالشيء الأب لم يعترض على ابني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على مصلحة ولدك، ونسأل الله أن يُقدّر له الخير، وأن يُلهمه ومخطوبته السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
نحن قطعًا لا نُؤيد سوء الرد من الفتاة المذكورة، ولا نرضى بهجرانها لوالدها رغم التقصير الذي حصل منه ربما، وهذا الأمر بينهم، ولكننا مع ذلك لا نُسلِّم بأن كل من تفعل مثل هذه الأشياء سيئة، فالعبرة بالفتاة وما عليها من الدِّين والأخلاق، فإذا كانت مرضيّة لولدك من هذه الناحية – من ناحية دينها وأخلاقها ومظهرها وسمعتها – فأرجو أن تتجاوزوا عن بعض الأمور الأخرى، واعلمي أن الذي فشل في حياته الأولى قد ينجح في حياته الثانية، وأكرر دعوتي لك بأن تكوني أمًّا لها ولولدك، وأن تخصِّيها بالنُّصح، وأن تهتمّي بها، وأن تجتهدوا في إصلاحها، طالما كان الولد متعلِّقُ بها، وأعتقد أن له أسباب تجعله يُصِرُّ على إكمال المشوار معها.
أمَّا كون الجد سيكون وليًّا لها فالجدُّ أبٍ، وما حصل بينها وبين والدها أمرٌ راجع إليهم، قطعًا كلُّ أُسرة تتمنَّى أن يأتي الأب وأن تأتي الأم وأن يكون الزواج وفق المراسيم المعروفة، لكن إذا تعذَّر هذا وجاء الجد، أو جاء بعض الأهل أرجو أن يتمَّ الأمر. هذا هو رأيُنا الذي نوجِّه به، ولا نستطيع أن نتحمّل مسؤولية فتاة لا نعرف أحوالها.
أمَّا إذا ظهر خلل في الدِّين أو إشكال في الناحية الشرعية فعند ذلك طبعًا ينبغي أن يُطيعك الابن فيما تطلبينه منه، وأرجو أن تُشجّعيه حتى يكتب إلينا لنستمع لوجهة نظره، فإن الشاب صاحب قرار، وكذلك الفتاة، ودورنا نحن كآباء وأُمَّهات هو دور إرشادي توجيهي، إلَّا إذا وجدنا خللاً في الدِّين فعندها يجب أن نقف أمام إتمام الزيجة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.